الجمعة، 24 فبراير 2017

إشارة : عمى البصيرة و( نظرية المؤامرة ) !

مقالة الشاعر محمد شريم ( إشارة ) في العدد ( 80 ) الصادر يوم الثلاثاء 21/2/2017 من جريدة ( الحدث ) ص18 وفي موقعها الإلكتروني :
-------------------------------------------------------------------------------------


إشارة :
                عمى البصيرة و( نظرية المؤامرة ) !
                                                                                                                                                        بقلم : محمد شريم

        جرى في السنوات الأخيرة على ألسن الناس في وطننا العربي ـ وخاصة على ألسن المثقفين والمحللين السياسيين منهم ـ مصطلح ( نظرية المؤامرة ) أثناء تحليلهم للأحداث ومخرجاتها في بلداننا العربية وفي العالم.

        وهذا المصطلح هو معروف في عالم العرب والعجم على حد سواء ، وهو يشير إلى طريقة من التفكير والتحليل تفسّر الوقائع والأحداث على أنها نتيجة مؤامرة ، وذلك بسبب الجهل أو نقص المعلومات اللذين يحرمان المرء من القدرة على تفسير الأحداث بشكل علمي ومنطقي.
       وبالطبع ، فإن الأمر يزداد سوءاً إذا أضيف إلى الجهل ونقص المعلومات ، ذلك القدر الهائل من التزوير الإعلامي الممنهج الذي يتعرض له المتلقون البسطاء ، وأعني البسطاء في تفكيرهم ، وبعضهم من حملة الشهادات ، وذلك من وسائل الإعلام الضالعة بصورة أو بأخرى في الصراعات ، حتى أصبحت استراتيجيتها الإعلامية تقوم على الكذب في الخبر والتحليل ، والتزوير في التقرير والتصوير، بهدف السيطرة على عقول هؤلاء البسطاء ـ وهم الغالبية في مجتمعاتنا ـ لتجعل معها أصحاب العقول النيرة في عزلة إلى الدرجة التي يخجلون فيها من مجرد طرح آرائهم المخالفة للمناخ الإعلامي السائد.
       في مثل هذه الأجواء ، ليس من الغريب أن تجد أينما التفت حولك في بلداننا من يفسر الأحداث بشكل فج ـ وسخيف أحياناً ـ بناء على هذه النظرية التي مصدرها الأول هم الحكام ووسائل إعلامهم ( المتآمرة ) معهم ، أو مع أموالهم ، ومن خلال هذه النظرية يحاول هؤلاء الحكام التغطية على تقصيرهم في خدمة الأمة وعدم قدرتهم على تحقيق الإنجازات ، فيجدون في بعض البسطاء ضالتهم ، وأقصد هؤلاء البسطاء الذين تعدوا مرحلة البساطة في التفكير ووصلوا مرحلة عمى البصيرة التي من أعراضها الانغلاق والإعراض عن مجرد الاستماع إلى الرأي المخالف ، فتطوح بهم رياح وسائل الإعلام هذه حيث تشاء ، فتراهم يرددون معها وتحت تأثيرها تحليلات ( جنرالات الفضائيات) للأحداث العسكرية ، كما يتبنون في المواقف السياسية آراء مفكري الأنظمة ، ومقاولي الإفتاءات من علماء السلاطين الذين من خلال وسائل الإعلام تلك يلوون أعناق النصوص ويحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه !
      ومن الأمثلة على عمى البصيرة ، الانسياق وراء وسائل الإعلام تلك ـ بقصد أو بدون قصد ـ نحو منزلق تأييد مشعلي نار الفتنة الطائفية ، لدرجة تجاهل تحالف بعض الحكام مع الأعداء والخصوم ضد إخوانهم من أبناء الوطن والأمة ، وهؤلاء الحكام أصحاب تجربة ودراية في هذا المجال ، فإنهم إذا فقدوا المبرر لفعلتهم الشنيعة تلك ، استعانوا بعلماء السلاطين لدق الإسافين بين أبناء الأمة عبر وسائل الإعلام بمبررات فقهية وتعاليم لم تكن بالأمس القريب لتخطر لهم على بال ، لتبرير فعلتهم ، أو لصرف أنظار الناس عنها ، وكأن التعاليم التي استند إليها هؤلاء في إذكاء نار الفتنة وليدة ساعتها ، أو كأنها تجيز لهم أن يستعينوا بالأعداء ضد الأشقاء! ليس هذا فقط بل تراهم يطبقون في عدائهم لإخوانهم القول المأثور : ( رمتني بدائها وانسلت ) ، حيث يلجؤون إلى ( نظرية المؤامرة ) هذه ، فيروجون الأضاليل بأن الشق الثاني من الشعب أو الأمة هو الذي يتآمر ضدهم مع الأعداء ، وهم يعلمون علم اليقين أن أولي الأبصار من الناس يرون ببصرهم وبصيرتهم سوء ما يفعلون !
      وهنالك مثال آخر على عمى البصيرة ، ولكنه من الزاوية المقابلة هذه المرّة ، فإنك ترى بعض البسطاء ـ بتأثير ذلك الإعلام أيضاً وهو الذي يستعين بنظرية المؤامرة كما أسلفت ـ ينجرّون وراء طرف من أبناء الأمة في عداء مرير ضد الطرف الآخر ، مصدقين ـ أو محاولين تصديق ـ ما يدعيه صاحبهم من حرص على الأمة وعلى مصالحها وحرية أبنائها ، والقاصي والداني يعرف أنه بعيد كل البعد عما يدعيه ، وأن أفعاله تكذب أقواله ، وأنه لم يكن في يوم من الأيام إلا العدو المبين لكل ما يدّعيه ، ولربما كان خصمه هو الأقرب إلى هذه المثل السامية منه ، ومع هذا ينجرّ هؤلاء المخدوعون وراء هذا الكذاب الأشر ، الذي يبني بنيان مصالحه الشخصية والعائلية على أنقاض بنيان الأمة
     وأكتفي بذكر نموذج ثالث من عمى البصيرة ، وهو الذي يتمثل في العجز عن رؤية لعبة المصالح بين الأطراف ، فإن بعض المخدوعين يتبعون أصحاب الهوى إذا أرادوا الإساءة إلى طرف هو الأقرب إلى الصدق منهم ، ذلك أن أصحاب الهوى هؤلاء إذا عجزوا عن منافسة الطرف المقابل من أبناء الأمة في ساحة من الساحات اتهموه بناء على ( نظرية المؤامرة ) بمحالفة أعدائها في ساحة أخرى وخاصة إذا اضطرته مصالحه إلى مناورة معينة في تلك الساحة ـ بغض النظر إذا ما كانت المناورة مبررة أم لا ـ متجاهلين أنهم وكما يصفون أنفسهم هم ( الحلفاء الاستراتيجيون ) المخلصون لهؤلاء الأعداء في جميع الساحات وعلى مدى السنوات ! 
     وختاماً ، كم هي صحيحة العبارة التي تقول : ( الشيء الأسوأ من أن تكون أعمى ، هو أن تمتلك البصر وتفتقد البصيرة ) . دامت بصائركم !
----------------------------------------------
لقراءة المقالة عن النسخة الورقية المصورة من جريدة ( الحدث ) الصقحة 18:
https://www.alhadath.ps/…/server/issue80/Alhadth-Issue80.pdf
لقراءة المقالة عن الموقع الإلكتروني لجريدة ( الحدث ) :
https://www.alhadath.ps/…/%D8%B9%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D…

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

التربوي الأستاذ عيد فنشة يهنّئ الشاعر شريم بقصيدة.

    هنّأ الأستاذ عيد فنشة وهو أحد رجالات التربية والتعليم ورجال المجتمع المعروفين في مدينة يطا جنوب الضفة الغربية الشاعر محمد شريم بمناسبة صدور كتاب الشاعر شريم ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) بالطريقة التي وجدها الأقرب إلى نفسه ونفس الشاعر ، وذلك من خلال قصيدة شعرية أرسلها للشاعر شريم بهذه المناسبة ، وقد شكر الشاعر شريم الأستاذ عيد على هذه اللفتة الكريمة .
    يذكر أن الشاعر شريم هو من عائلة تنتمي إلى قرية ديرأبان قضاء القدس ولكن جذور نسبها تمتد إلى مدينة يطا المجاورة لمدينة الخليل من الجنوب . 
    ومما جاء في هذه القصيدة، وهي بعنوان ( جوهرة ) في إشارة إلى عنوان الكتاب:

أَبا نِضالٍ صَنَعْـتَ اليَـــوْمَ مُعْجِــزَةً = تَزْهُوْ بِها فِيْ رِحَابِ الكَوْنِ مُخْتالا
يَا دَيْرَبـانِيُّ يا بنَ الَعــمِّ جَوْهَــــرَةً = قَدْ صُغْتَهـــا لِفُنــونِ الشِّعْرِ تِمْثـالا
كُنْ غَيْمَةً فِيْ سَماءِ الكَوْنِ مُمْطِرَةً = والكُلُّ يَشْكُــوْ مِنَ الغَيْمــاتِ إقْلالا
يَا بَيْدَبـــا فُقْتَ جَمْعـاً مِنْ فَلاسِفَــةٍ = أَصْبَحْتَ دَوْماً لِفَنِّ الشِّعْرِ مِقْــوالا
مِنّـي إِلَيْــكَ دُعـــاءً خَالِصـــاً أَبَــداً = يَحْمِيْـكَ رَبِّيْ مِنَ الحُسَّــادِ أَجْيـالا



إشارة : ( أدباء فيسبوك ) والحَسناء !

مقالة الشاعر محمد شريم ( إشارة ) التي نشرها يوم الثلاثاء 14/2/2017 موقع جريدة ( الحدث ) ،
وهي تحت عنوان : ( أدباء فيسبوك ) والحسناء ! :
-----------------------------------------------------------------------------------
إشارة:
             ( أدباء فيسبوك ) والحسناء !
                                                   بقلم : محمد شريم

     من يقرأ هذه السطور من زملائي الكتاب والشعراء الذين شاركتهم البدايات ، سيتذكر حتماً ما عاناه كل منا من إلحاح التشّوق ، أو التحرّق ، إلى أن يرى نصّاً من النصوص التي اعتصرها من فكره وخطّها بقلمه ، على صفحات جريدة أو بين دفتي مجلة ، ذلك أن هاتين الطريقتين هما المدخل الصحفي والإعلامي المتوفر للوصول إلى المتلقين ، آنذاك ، فلا إذاعة ولا تلفاز في وطن صغير محتل ، ولا قنوات فضائية في وطن كبير ، نفترض أنه خارج مساحة الاحتلال ، أما وسائل الإعلام الإلكتروني الحاسوبي من مدونات ومواقع أدبية ومواقع للتفاعل المجتمعي ( التواصل الاجتماعي) فتلك نعمة كانت في عالم الغيب ، ولذا فإنها لم تكن لتخطر لنا على بال !
    وما دامت الصحف والمجلات هما الوسيلتان الإعلاميتان المتوفرتان أمام الأدباء لنشر إبداعاتهم ، وما دامت المساحة المتاحة للأدب هي صفحة في صحيفة تخصَّص للأدب والثقافة مرة في الأسبوع ، أو صفحات مجلة تصدر مرة في الشهر، في أحسن الأحوال ، فمن الطبيعي والحالة هذه أن يكون التنافس بين المواد المرشّحة للنشر شديداً ، وخاصة في المرّة الأولى ، والتي تعتبر الخطوة الأولى التي يضع بها الأديب قدمه على عتبة ( صاحبة الجلالة ) ، وما دام التنافس شديداً ، فلربما خرج التنافس عن كونه بين ( كتابات ) ليكون بين ( كُتاب) في سبيل تحقيق هذه الخطوة ، بما يعنيه ذلك مما هو عن ذهن المواطن العربي ، في أيامنا هذه ، ليس ببعيد ، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه بعض الإشكاليات المتوقعة ، أو غير المتوقعة ، كالذي حدث معي في أول نصّ نُشر لي ، وكان قصّة قصيرة ، فقد أرسلتها إلى صحيفة مع من سبقني بـ (خطوة العتبة ) بمدة وجيزة ، فما كان منه إلا أن نشرها باسمه ، وجاءني معتذراً بحجة لم يقبلها عقلي ، وتبيّن لي فيما بعد عدم صحتها ، ولكن نفسي طابت بهذه الحجة لفرحي بأن أرى نصّاً كتبته أنا ، ومن إبداعي ، على صفحات جريدة ، غير أنني ومنذ تلك الحادثة لم أكتب القصّة القصيرة أبداً !
    أما اليوم ، فقد أصبح النشر ميسّراً بفضل التكنولوجيا أفضل من ذي قبل ، وخاصة بعد انتشار المدوّنات والمواقع الأدبية ومواقع التواصل الاجتماعي ، وأهمها في بلادنا ( فيسبوك ) ، فبفضل هذه النعمة أصبح بإمكان الكاتب نشر ما يشاء ، وقتما يشاء ، بل توفرت للصغير والكبير والعالِم وحتى الجاهل وسيلة إعلامه الخاصة التي يديرها بذاته ويحررها بنفسه .
    ولكن الإنسان الذي كثيراً ما يحوّل نعم الله نقماً ، فيقطع أشجار الغابات ، ويلوث الأنهار، ويطأ بساط الثلج الأبيض الناصع بقدمه الملطّخة بالوحل ، قد أفسد على نفسه ـ في كثير من الأحيان ـ هذه النعمة ، وأعني هنا نعمة مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الأدبية وغيرها ، فعمد إلى تشويهها ، بنشر المنشورات التي تفسد ولا تصلح ، وتضر ولا تنفع، وتهدم ولا تبني ، وقد كان لبعض هواة الأدب ـ وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأهمها فيسبوك ـ في ذلك نصيب ، وأعني بهذا القول هواة الكتابة الذين لا مستقبل لهم في ميدان الأدب ، وهم الذين أسميهم في هذه المقالة ( أدباء فيسبوك ) ، من باب المجاز ، مع التنويه إلى أنني لا أتحدث عن أصحاب التجربة الأدبية المعروفين الذين لهم صفحاتهم وحساباتهم على فيسبوك ، ولا عن ذوي المواهب الجادّة الذين يشقون طريقهم إلى المتلقي بتوظيف هذه الوسيلة السهلة المتوفرة ، كما أنني لا أتحدث عن شخص معين ، أو أشخاص معينين ـ حاشا وكلا ـ ولكنني أتحدث عن ظاهرة بادية للعيان ولا تخفى على أحد.
    فما أن ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حتى بدأت منشورات هؤلاء الهواة تنتشر على صفحات هذه المواقع انتشار النار في الهشيم ، فيكتب الواحد منهم ما يظنه أدباً وشعراً ، دون أن يراعي للأدب منهجاً قويماً ، وللشعر وزناً مستقيماً ، بل دون أن يحفظ لكليهما لغة سليمة ، لأنه لا يستطيع أي شيء من ذلك ولا يقدر عليه، ومع هذا ، فإذا كان هذا ( الهاوي) نشيطاً في تواصله ومتابعته ، ويتقن إدارة العلاقات الاجتماعية ، ويحسن لفت الانتباه إليه بإحدى طرقه ، ومنها حُسن الهيئة ، وخاصة لدى بعض النساء ، فإنه سيقطف العشرات بل المئات من تسجيلات الإعجاب ، وذلك من باب مجاملة الأصدقاء من ناحية ، وافتقار بعضهم إلى القدرة على معرفة المواصفات والشروط الفنية فيما يمكن أن نسميه شعراً أو أدباً من ناحية أخرى ، فإن الكثير من البسطاء مثلاً يحسبون كل سطرين تشابه الحرفان الأخيران منهما شعراً ، فينطلق هؤلاء ( الهواة ) من جهلهم الذاتي بحقيقة الأدب ، ليستغلوا بساطة غيرهم من الأصدقاء الاجتماعيين أو ( الفيسبوكيين ) ، ويقتنصوا منهم تسجيلات الإعجاب التي بناء عليها يعلنون عن أنفسهم شعراء وأدباء!
    ولو توقف هؤلاء عند هذا الحد ، فلربما هان الأمر ، ولكن البعض منهم قد اشتطّ في تقدير نفسه ، وغالى في الافتتان بها ، حتى أنشأ صفحة باسم صفحة أصدقاء أو أحباء أو مُريدي وربما أتباع أو أنصار الشاعر أو الكاتب فلان ، ومنهم من أعطى لنفسه صلاحية أن يوزع على غيره الألقاب الفخرية وشهادات التقدير ، فيا للعجب!
    إننا لأصدقاء هؤلاء الهواة نقول : أيها المبالغون في التشجيع عن غير دراية ولا علم رفقاً بأصدقائكم ، فلا تغرروا بهم ، ورفقاً بالأدب حتى لا تفسدوا بالمبالغة في تقدير ما يكتبون معنى الأدب وقيمة الإبداع .
    كما أننا لهواة الكتابة هؤلاء نقول : رفقاً بأنفسكم أيها الأحباب ، ليس لأحد أن يمنعكم من التعبير عن أنفسكم ، وبأجمل ما يمكن أن تروه مناسباً ، وليس لأحد ـ أيضاً ـ أن يؤاخذ أياً منكم لأنه يمتلك من الطموح الكثير ، ولكن خذوا برأي من قال : ( رحم الله امرأ عرف قدر نفسه !) ولا تحمّلوا أنفسكم ما لا طاقة لكم به ، حتى لا ينتهي الحلم ذات صباح ويصحو الواحد منكم على واقع مرير ، وخيبة أمل قاسية ، فينطبق عليه قول القائل : خدعوها بقولهم حسناء !
-------------------------------------------------
لقراءة المقالة من موقع جريدة ( الحدث ) يرجى الضغط على هذا الرابط:

أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
تعليق

الخميس، 9 فبراير 2017

( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر شريم في معرض (الدار البيضاء)

    في المغرب ، يعرض كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم وذلك في ( معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب ) الذي يفتتح اليوم 9/2/2017 ويستمر حتى 19/2/2017 .
    وسيعرض الكتاب في جناح وزارة الثقافة الفلسطينية ضمن الكتب التي تعرضها ( مكتبة كل شيء ) في حيفا التي صدر عنها الكتاب  . 

الأربعاء، 8 فبراير 2017

إشارة : ما زلنا ننشد ( بلاد العُرب أوطاني ) !

 مقالة الشاعر محمد شريم ( إشارة ) في العدد ( 79 ) الصادر يوم أمس الثلاثاء 7/2/2017 من جريدة ( الحدث ) وفي موقعها الإلكتروني :
------------------------------------------------------------------------


إشارة :

                 ما زلنا ننشد ( بلاد العُرب أوطاني ) !
                                                                                                                                                            بقلم : محمد شريم
     كم كنا سعداء ويحدونا الأمل ويملأ قلوبنا الانتماء إلى وطن واحد مترامي الأطراف ، بين المحيط والخليج ، ونحن ننشد على مقاعد الدراسة في أواسط السبعينيات من القرن الماضي النشيد العروبي ( بلاد العرب أوطاني ) الذي نظمه الشاعر السوري فخري البارودي ولحّنه الأخوان فليفل . حينذاك رسم الكثيرون من أبناء جيلي خريطة الوطن العربي ، في أذهانهم بعين المستقبل ، بلا حدود مصطنعة ، أما أنا فقد رسمتها أيضاً بريشة الواقع على ورقتين متقابلتين أخذتهما من كراسة الرسم المدرسية ، فخططت ـ بخط باهت بعض الشيء ـ الحدود الداخلية التي تشي استقامتها الهندسية في كثير من المواضع بكونها مصطنعة من قبل المستعمرين الذين تركوا وراءهم من ستُلزمهم مصالحهم الشخصية والعائلية بالمحافظة عليها ، وألصقتُ تلك الخريطة على الجدار ـ خلفي ـ في الموضع الذي كنت أراجع فيه دروسي وأخطو فيه خطواتي الأولى في ميدان الكتابة .
     حينذاك لم يكن هذا الشعور مستغرباً ، لأنه لم يكن بالشيء العجيب أن ندرس على مقاعد الدراسة ونحفظ النشيد السوري ( حماة الديار ) الذي لحنه أيضاً الأخوان فليفل من لبنان ، والنشيد الجزائري ( قسماً ) الذي لحنه المصري محمد فوزي ، وذلك في مقرر اللغة العربية ضمن المنهاج الأردني ، وعلى أرض فلسطينية ، ففي تلك المرحلة كان المدّ القومي والمشاعر العروبية يحتفظان بعزهما الذي كان في أواسط القرن العشرين وبلغ أوجه بأن تجسد في الوحدة بين مصر وسوريا في العام 1958 .
   أما اليوم ، فالصورة تختلف بعض الشيء ، ولذلك نجد أحوالنا في مختلف المجالات تمشي القهقرى ، فقد صار من الممكن أن تجد في بلد الأخوين فليفل لبنان ـ على سبيل المثال ـ عام 2009 كتلة نيابية باسم ( لبنان أولاً ) ، وهو الأمر الذي ترفّع عنه في حينه الشاعر البحتري ، في العصر العباسي ، حينما قال متفاخراً ومقدماً مشاعره العروبية على أي انتماء قبلي أو سياسي :
نحن أبناء يعربٍ أعربُ الناس لساناً وأنضرُ الناس عوداً
   فقد بدأ المدّ القومي بالانحسار في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين ، أي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وما تبع ذلك من صعود للتيارات الإسلامية في الوطن العربي لأسباب عديدة ، ولا يعني ذلك أن صعود التيار الديني يدفع بالضرورة إلى هبوط التيار العروبي القومي ، لا ، بل إنهما من الممكن أن يتعايشا معاً ، ومن الممكن أيضاً أن يشكلا تياراً إسلامياً عروبياً ، أو عروبياً بتوجهات إسلامية ، كتلك التي توحي بها أفكار الشيخ عبد الرحمن الكواكبي والمفكر محمد عزت دروزة ، بحيث يؤخذ بالاعتبار أن الإسلام هو دين الغالبية من أبناء المجتمع العربي ، وفي نفس الوقت تحفظ لجميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية مواطنة متساوية أمام القانون ، ويكون الهدف الأشمل هو إقامة وحدة عربية تكون نواة صلبة لاتحاد إسلامي .
   ومن هذا المنطلق ، فإن من الخطأ ـ كما أرى ـ الاعتقاد أن صعود التيار الإسلامي كفكر كان نتيجة فشل التيار العروبي كفكر ، بل إن هذا الصعود كان له أسبابه الموضوعية ، ومنها فشل القيادات التي رفعت الشعارات القومية والعروبية في تحقيق أهداف الجماهير العربية في مختلف المجالات ، وربما كان من هذه الأسباب فشل تلك القيادات في إيجاد أرضية التعايش أو حيّز التعاون أو التكامل بين هذين التيارين .
    أما اليوم ، ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي العشرين ، فإن الشعور بأهمية إنجاز الوحدة العربية والتوجه نحو تحقيقها بدأ بالتجدد ، وعلى نطاق واسع ، فالعرب هم الأمة الوحيدة على وجه الأرض التي تتقاسم أبناءها أكثر من عشرين دولة ( أو دويلة ) ، في الوقت الذي نرى فيه أمماً وشعوباً مختلفة تجتمع لتكوّن دولة واحدة ، فيا للعجب ! ، ولكن هذا التوجه العربي العروبيّ المتجدد هو بمبادرة جماهيرية هذه المرة ، بخلاف الدعوات السابقة التي كانت من خلال نخب حزبية أو رموز انقلابية ، لم تستطع ـ أو لم يخطر ببالها ـ انجاز تصميم لعلم عربي قومي موحّد تنظر إليه العيون وتتحلق حوله الأفئدة ، يُرفع إلى جانب أعلام التفرقة القطريّة ، باستثناء علم ( الثورة العربية الكبرى ) الذي رُفع في حينه .
     ومن مؤشرات هذا التوجه الجماهيري نحو الوحدة ما نطالعه على مواقع التفاعل المجتمعي ( التواصل الاجتماعي ) من صفحات تسير بهذا الاتجاه ، ومنها تجربة شاركت فيها بشكل شخصي مع بعض المفكرين والناشطين الاجتماعيين الفلسطينيين والعرب ضمن فكرة ( اتحاد الوطن العربي ) منذ عامين . وما دمنا تحدثنا عن التوجه العروبي مبتدئين بنشيد فخري البارودي ، يكفي أن نذكر أن الجماهير في بلدان الربيع العربي ، الذي جعلناه خريفاً ، كان نشيدها الذي لا يفارق الساحات هو نظم البارودي هذا ، وهو يرسم بالكلمات حلم المستقبل العربي بقوله : ( بلاد العرب أوطاني ) ! 
------------------------------------------------------------------------
لقراءة المقالة من الصحيفة المصورة ( pdf ) ص21 :
http://www.alhadath.ps/f…/server/Issue79/Alhadth-Issue79.pdf
------------------------------------------------------------------------

لقراءة المقالة عن الموقع ، يرجى الضغط على الرابط أدناه :

http://www.alhadath.ps/…/%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9…