بِغُرْفَتِهِ ..
عَلَى مَكْتَبٍ بَائِسٍ قَدْ جَلَسْ
وَفِيْ بالِهِ فِكْرَةٌ حَلَّقَتْ
كَطَيْرِ اليَمامْ ..
بِاُفْقِ السَّلامْ ..
فَقَرَّرَ تَدْوِيْنَ مَا قَدْ هَجَسْ
لِيَحْمِلَهُ رايَةً أَوْ قَبَسْ
تَناوَلَ قِرْطاسَهُ مُلْهَما ..
وَفيْ يَدِهِ قَلَمٌ كَالرَّصاصْ..
وَقَرَّرَ تَعْلِيْقَ ذاكَ الجَرَسْ
فَدَاهَمَ عَيْنَيْهِ غُوْلُ النُّعاسْ
وَشاهَدَ نَافِذَةً في الجِدارْ
وَخارِجَها كانَ شَيْخُ الحَرَسْ
عَلى صَدْرِهِ أَرْفَعُ الأَوْسِمَهْ
يُحَدِّقُ فِيْهِ بِعَيْنِ السُّعارْ
يَسُدُّ الفَضاءْ..
فَيَحْجِب عَنْهُ شُعاعَ الضِّياءْ..
فَأَوْجَسَ كَاتِبُنا خِيْفَةً..
وَفِيْ صَدْرِهِ اشْتَدَّ عَصْفُ الأَلَمْ
وَطَالَبَهُ خَصْمُهُ بِالقَلَمْ
لِيَحْسِبَ قائِمَةً .. رُبَّما ..
يُسَجِّلُ فِيْ طَيِّها ما اخْتَلَسْ !
فَنَاوَلَهُ ما ابْتَغَى رَهْبَةً ..
فَسَوَّى الشَّقِيُّ حِساباتِهِ ..
وَقَطَّبَ مُسْتَنْفِراً حاجِبَيهْ ..
بِوَجْهٍ عَبَسْ !
وَقَدْ ثَلَّمَ القَلَمَ المُبْتَرى..
فَأَيْقَظَ كَاتِبَنا ما جَرى ..
وَحِيْنَ صَحا ..
وَقَدْ فَرَّ مِنْ مُقْلَتَيْهِ السُّباتْ
رَأَى نَفْسَهُ ضَاغِطاً فِيْ ثَباتْ ..
وَفِيْ يَدِهِ قَلَمٌ قَدْ ثُلِمْ !
فَقَامَ بِصَمتْ ..
وَقَدْ ثَارَ فِيْ صَدْرِهِ ما احْتَبَسْ..
فَأَحْضَرَ مِبْراتَهُ مِنْ جَدِيدْ ..
فَفِيْ ذِهْنِهِ طائِرٌ مِنْ بَعِيدْ ..
يُحَلِّقُ فِيْ أُفْقِهِ .. ما انْتَكَسْ !
محمد شريم
5/10/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق