الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

الكاتب الهندي محمد كوتي يتصفح ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم في إحدى مكتبات دبي .


 الكاتب والمترجم الهندي محمد كوتي يتصفح كتاب صديقه الشاعر الفلسطيني محمد شريم ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) في إحدى مكتبات دبيّ .
_________________________________

نبذة عن الأستاذ الكاتب محمد كوتي :

( ماموتي كاتاياد( الاسم الكامل: محمد كوتي محي الدين الثقافي تونيكادافان من مواليد 1970 ومنسوب إلى مسقط رأسه قرية كاتاياد في ولاية كيرالا الهند، بدأ تعلّم العربية والعلوم الدينية في مساجد إقليم مالابورام المليبارية بعد الدراسة الثانوية في المدارس المحلّية ، واستمرّ فيها مدّة ثماني سنوات وتخرّج من جامعة مركز الثقافة السنّية بكاليكوت عام 1995م، وحصل على بكالوريوس في التاريخ والاقتصاد من جامعة كاليكوت عام 1993 ، واشتغل معلّما في مدارس المركز حوالي سنتين وسافر إلى المملكة العربية السعودية عام 1997 للعمل فاشتغل في شركة خاصّة في عاصمتها الرياض كمشغّل للحاسوب فترة أربع سنوات متوالية ، وكتب فيها شرح قصيدة ( البردة ) وكتاب ( تيسير علم الصرف ) ووصل  دولة الإمارات في 2002م وانضمّ إلى مكاتب الطباعة في مدينة دبي وشركة مجموعة باريس الشارقة واستمر في العمل خمس سنوات كمدخل بيانات وكاتب علاقات عامة ، ثم التحق عام 2008 بمعهد التشكيل الفني بدبي كمساعد إدراي وأكمل فيها ثماني سنوات. يقضي من ساعتين إلى خمس ساعات ـ ما عدا الدوام ـ يومياً في المطالعة والتأليف ، وألّف أكثر من 10 كتب، 7 منها نشرت واثنان في مرحلة البحث عن ناشر ينشرها.

 الكتب المنشورة: (1) شرح وترجمة قصيدة البردة للبوصيري بالعربية والمليبارية (2) قصص عشرة من الصحابة في ملايالام (3) ترجمة ديوان الإمام الشافعي وشرح ألفاظه  باللغتين العربية والمليبارية (4) ترجمة ( العواصف ) وهي رواية لجبران خليل جبران إلى ملايالام (5) مجموعة شعرية من ثلاثين قصيدة مترجمة من الشعر المقاوم في العالم العربي الحديث (6) ترجمة مسرحية ( الحجر الأسود ) لصاحبها الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة وقامت بنشرها منشورات القاسمي بالشارقة، كما ألف الكاتب كوتي أكبر كتاب في جمع قصص بانجاتاندرا وحكايات ( كليلة ودمنة ) ، مع دراسة مقارنة لكن لم يجد حتى الآن من ينشرها ، وهو يعمل على ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية ، أما كتابه الأخير فهو ترجمة وشرح قصيدة بانت سعاد في ملايالام ، ومختارات من الشعر حول موضوع حياة الغرباء بلغته الأمّ وسوف يصدر في الشهر القادم إن شاء الله .

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

إشارة : أرشيفنا الصحفي ، هل يرى النور ؟

هذه المقالة ضمن سلسلة المقالات التي تحمل اسم ( إشارة ) والخاصّة بجريدة ( الحدث ) الفلسطينية الورقية نصف الشهرية ، وقد نشرتها الجريدة في نسختها الإلكترونية بتاريخ  29/11/2016 م .

______________________________________________________________

إشارة: أرشيفنا الصحفي، هل يرى النور؟ 

                                               
                                               بقلم: محمد شريم


في كثير من الأحيان ، عندما يُسأل أحد الأدباء أو العلماء أو المفكرين عن بعض النصوص التي كتبها فإنه يجيبك بحسرة وألم أنه فقدها لهذا السبب أو ذاك ، وقد يشير إلى أن النصّ منشور في هذه الصحيفة أو تلك المجلة ، وهو الأمر الذي يحدث معي أحياناً ، ولهذا خطر ببالي أن أكتب هذه الإشارة ، وفي هذه الحالة ـ في العادة ـ لا يكون أمام الباحث عن هذا النصّ سوى أحد أمرين : إما أن يتجشّم عناء الذهاب إلى مقرّ الجريدة أو المجلة نفسها ليبحث في أرشيفها عن ضالته ، أو أن يذهب إلى إحدى الجامعات أو المؤسسات المعنية بالدراسات ، للبحث في مكتباتها ـ إن أحسنت الأرشفة ـ عن النصّ المطلوب ، لعلّه يحظى بالعثور على طلبته التي قد تساوي بالنسبة له في ذلك الحين وزنها ذهباً !

وعلى الرغم من حرص معظم الصحف والمجلات على أرشفة نسخ من أعدادها ، وهو الأمر الذي من المتوقع أن تحرص عليه مراكز الدراسات والبحث لأن محتويات هذه الصحف والمجلات تقع في صميم عملها، إلا أن هذه الأرشفة ما زالت وفق النمط التقليدي، كما أعلم ، أي أنها تقوم على حفظ نسخ ورقية من هذه المطبوعات، على شكل رزم مجلّدة ، أو أنها تنسخها على الشرائح ( الميكروفيلمية ) ، وهذه الطريقة في الأرشفة ، على الرغم من أهميتها من جانب، إلا أنها من جانب آخر أصبحت في وقتنا الحاضر أقل مجاراة لتطور العصر الذي شهد الأرشفة الإلكترونية.

فللأرشفة الإلكترونية إذا ما أمعنّا النظر وأجدنا المقارنة مميزات  تفتقر إليها الأرشفة التقليدية ، ومن مميزاتها أنها تحفظ الملفات والوثائق من الضياع ومن التلف الذي كثيراً ما يكون في الأرشيف التقليدي ، كما أن الأرشفة الإلكترونية توفر للباحث إمكانية البحث عن أي ملف أو مستند بشكل ميسّر ، وبأكثر من طريقة ، فبإمكانه مثلاً أن يبحث عن وثيقته المطلوبة عن طريق الاسم أو الموضوع أو الرقم أو غير ذلك . كما توفر هذه الطريقة إمكانية الاسترجاع السريع والمباشر لأي ملف أو مستند ، وإضافة إلى ذلك فإن هذه الطريقة توفر للجهة القائمة على الأرشفة إمكانية حفظ أكثر من نسخة من المواد المؤرشفة على سبيل الاحتياط .

إن من الخطأ النظر إلى الصحف والمجلات على أنها ناقلة أخبار وناشرة أفكار وعارضة تحليلات وإعلانات فقط ، إنها وإن كانت كذلك في لحظتها ، إلا أنها في قادم الأيام تصبح حافظة لتاريخ شعب وسجلاً لمسيرة أمة ، ولهذا من الواجب علينا جميعاً أن نحرص على أرشفة هذه المطبوعات بالطريقة المواكبة للعصر ، وذلك لحفظها من الضياع من ناحية ، ولتيسير وصول الباحثين والدارسين والمهتمين إليها من ناحية أخرى .

من المؤسف أنني قبل أيام حاولت أن أبحث عن نصّ يخصّني في أحد الأعداد القديمة من مجلة ( فلسطين الثورة ) ، فبحثت على شبكة ( الإنترنت ) لعلّي أجد نسخاً مصوّرة من أعداد المجلة ( pdf )، أو أرشفة إلكترونية بأية طريقة كانت ، فلم أجد ، فأردت أن أبحث عن أخواتها من المجلات والصحف ، فبحثت عن ( الهدف ) ، ( الحرية ) ، ( الجديد ) و (الاتحاد) الحيفاويتين ، ( الطليعة ) و ( الفجر ) المقدسيتين ، لعلّ بعضها يكون أوفر حظاً من ( فلسطين الثورة ) ، فوجدت الجميع منها في سوء الحظ سواء ، وهذا ما أكده لي أصدقاء من كبار الإعلاميين كنت قد لجأت إليهم لإسعافي برابط للبحث يقود إلى أي منها ، بعد أن باءت جهودي الذاتية في الوصول إلى أي رابط من هذا القبيل بالفشل !

إنني أعرف أن نصيب الثقافة من الميزانيات والاهتمامات في هذه الأيام في بلادنا هو نصيب ( الأرنب الوديع ) ، وليس ( الأسد المفترس ) ، ولكن أن يصل الأمر إلى الإبقاء على حجب تاريخ شعبنا ومسيرته الثقافية والسياسية والاجتماعية بإهمال هذه المطبوعات المتمثل بعدم أرشفتها وعرضها على شبكة الإنترنت ليتصفحها الباحثون والدارسون والمهتمون والمعنيون ، فهو أمر غير مبرر على الإطلاق ، فإن وقع قليل اللوم ، أو كثيره ، على الجهات الرسمية لإغفالها الأمر ، فإن اللوم الأكبر هو على الجهات التي كانت تصدر هذه المطبوعات ، لأنها توشك ـ بحجب أرشيفها ـ أن تجعل من تاريخها الذي تشتمل عليه تلك المطبوعات هباء منثورا!

لقد آن الأوان لأن تفرجوا عن أرشيف صحافتنا الوطنية كي يرى النور!   
------------------------------------------------------------------------------
لقراءة المقالة من الحدث الإلكتروني يرجى البحث باستخدام هذا الرابط :
 http://www.alhadath.ps/article/48573/%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%8C-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%9F-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%85

الدكتور عوض : ما فعله الشاعر شريم لم يفعله أحد من أيام العباسيين

     

مقالة الإعلامي والأديب والأكاديمي الدكتور أحمد رفيق عوض التي تحدث فيها عن كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم ، والتي نشرها موقع ( دنيا الوطن ) في تاريخ 24/11/2016: 
-----------------------------------------------------------------------------------------

    الدكتور عوض : ما فعله الشاعر محمد شريم لم يفعله أحد منذ أيام العباسيين حتى يومنا هذا .

    الدكتور عوض : أقوى ما في هذا الكتاب هو شعرية شريم الباذخة والثرية, فهو آلة موسيقية لا تكف عن العزف, وقاموس ضخم لا ينتهي لكثرة الغرف, لا يستصعب السرد نظماً ولا يتكلف المعاني ترتيباً وعرضاً, ولا ترهقه القوافي ولا حروف الرويّ, ولا تنهكه الحكاية ولا تهلهله الرواية, شعره صافٍ رقراق سهل وكثير وفائض
-----------------------------------------------------------------------------------------

                  

            الشاعر محمد شريم في نظمه لكليلة ودمنة  


                                                              د. أحمد رفيق عوض


       ما فعله الشاعر محمد شريم لم يفعله أحد منذ أيام العباسيين حتى يومنا هذا, فقد تصدى لمهمة صعبة وغير معهودة في وقتنا الحاضر, حيث حلت تجليات الفيس بوك وتوتير محل الكتب, أما هذا الفيس بوك وكذلك التوتير وغيرها من ابداعات التكنولوجيا, التي عرفنا والتي سنعرف, فقد سرّعت وسطّحت وجرّأت وبسّطت وخلّطت وأوهمت ووهمّت ورفعت وحطت, فصارت الثقافة نوادر وفكاهات, وحلت الصورة محل الفكرة, وحلت السلعة محل الثقافة, وصارت الوسيلة أهم من الرسالة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ولكن هذا ليس موضوعنا, موضوعنا هو ما فعله الشاعر محمد شريم من قيامه بنظم وضبط وتدقيق وشرح وتصنيف كتاب عبد الله بن المقفع الموسوم بعنوان "كليلة ودمنة", أي حوّل هذا الكتاب الغني والثري والنثري إلى قطعة مستقية شعرية غاية في الأناقة والأناة والصبر والقُدرة على الحفر.
      وهذا فعل ينم عن جرأة محسوبة ومعرفة كامنة بالتحدي الكبير, فكتاب كليلة ودمنة كتاب صعب, إذ يتميز بالسرد المتداخل والحكاية المدورة والاسترسال في الكلام, كما أنه نص موارب ومخاتل وفيه مستويات, إذ تحتوي حكاياته وقصصه وحكمه على الكثير من الإشارات والرموز التي قُتل الكاتب بسببها, فقد كان ابن المقفع شعوبياً أو معارضاً للحكم العباسي, وكِلا الأمرين خطير, وفيهما تعريض حقيقي وظاهر بالحكم العباسي وبالعرب والثقافة العربية, كان الرجل صاحب فكر سياسي وفلسفي وجدلي, حسب مواصفات المثقف في ذلك الزمان, حيث كانت بغداد عاصمة الدنيا, ثقافة وعلماً وسياسة, وليس هذا فقط, فلغة الكتاب صعبة ومتداخلة وكثيرة الضمائر وكثيرة الاستعارات والجملة طويلة ومعقدة, ونشعر للحظة أنها تملى ولا تكتب, ففيها تكرار وفيها مرادفات واستعارات ومجازات, ولا عجب, فالنص كما ادعي, هو مليء بالإشارات والرموز المكثفة, ورغم ذلك, فإن الشاعر محمد شريم, وبطريقة بالغة الذكاء, بالغة البساطة, وبالغة الجمال والأناقة, جردّ الكتاب من كل ما حوله من شوائب وإشارات ورموز, واكتفى بظاهره فقط, اكتفى بالحكاية الممتعة المليئة بالدرامية والحركية والإثارة, ليصل إلى "جوهر الحكمة", وبرأيي أن ذلك أنقذ كتاب الشاعر محمد شريم من الاشكالات والاشكاليات, ذلك أن أقوى ما في هذا الكتاب هو شعرية شريم الباذخة والثرية, فهو آلة موسيقية لا تكف عن العزف, وقاموس ضخم لا ينتهي لكثرة ألغرف, لا يستصعب السرد نظماً ولا يتكلف المعاني ترتيباً وعرضاً, ولا ترهقه القوافي ولا حروف ألرويّ, ولا تنهكه الحكاية ولا تهلهله الرواية, شعره صافٍ رقراق سهل وكثير وفائض, وإن شابته رخاوة هنا أو ترهل هناك, فهو لضرورة الضرورة, وعندما يقول الشاعر أنه أنفق أحد عشر عاماً في وضع هذا الكتاب, فإن ذلك ظهر في الروية والصبر والأناقة والإيضاح والشرح والتصنيف والتبويب والشاعرية الراسخة والشعر المستوي والأنيق.
      وأعود لأقول أن الشاعر شريم الذي نظم كليلة ودمنة بهذا الشكل القريب والجميل والمموسق, إنما يقدم اقتراحاً جمالياً وتربوياً ولغوياً للأجيال الصغيرة في المدارس والجامعات, حيث يحفظ الشعر ويتم تذوقه من جديد, وحيث يستعين بعضاً من مكانته وقوته وشروطه التي تم الاجتراء عليها من خلال قصائد الفيس بوك, حيث كلنا شعراء ولكننا لا نعرف من هو محمود سامي البارودي أو الجواهري أو البردوني, وحيث للشعر جلال ومهابة وقانون وموسيقى, وحيث الشعر صناعة حقيقية كما هو طبع حقيقي.
        محمد شريم بهذا الكتاب يعيد إلينا ما فقدناه من نماذج المعرفة والصبر وحكمة الشعر وشعر الحكمة, نهاية أقول, شكراً لك أيها الشاعر, لقد أهديتني هدية أفرحت قلبي ومتّعت وجداني, شكراً لك.

------------------------------------------------------------------
المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/11/24/993203.html#ixzz4ROC3hO1K
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

قراءة الشاعر شريم لكتاب الباحث عزيز العصا : ( فلسطينيو 48 ..)

     قراءة الشاعر محمد شريم لكتاب الباحث عزيز العصا ( فلسطينيو 48 : اتفاق على الوطن .. اختلاف على التسميات ) كما نشرتها جريدة (الحدث) في نسختها الورقية ( العدد 74 ، ص16) وعلى موقعها الإلكتروني ، وذلك يوم الثلاثاء 22/11/2016 .

وهذه القراءة هي النصّ الذي عرض من خلاله الشاعر كتاب الباحث العصا على الجمهور في حفل إشهار الكتاب ، مع بعض التصرف ، لضرورات النشر الورقي الفنية .

----------------------------------------------- 

عزيز العصا يتفق معهم في الوطن، ويرصد اختلافهم على التسميات/ بقلم: محمد شريم

فلسطينيو 48

الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه، هو كتاب بعنوان: "فلسطينيو1948: إجماع على الوطن.. اختلاف على التسميات" لمؤلفه "عزيز العصا"، الصادر عن دار الجندي للنشر والتوزيع في العام 2016. ويتألف الكتاب من (300) صفحة من القطع الكبير، يتوزع على خمسة فصول.

بالاطلاع على هذا الكتاب، وجدته يتصف بقدر كبير من الجاذبية والتشويق؛ وذلك لغرابة الموضوع الذي يناقشه واختلافه عن العناوين المألوفة في الكتب التي تناقش الحالة السياسية والتاريخية للقضية الفلسطينية، وإن موضوع الكتاب، وفق ما يوحي به العنوان الذي يحمله على الأقل، يناقش مسألة هي جزء من تفكيرنا السياسي واهتمامنا الوطني، ألا وهي التسميات التي أطلقت على أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 بناء على اعتبارات (سياسية وجغرافية ولأهداف خاصة بالاحتلال)، ولكن وعلى الرغم من كون هذه التسميات جزءاً من تفكيرنا، فإنه لم يتأت لأي من الباحثين، أو فلنقل لم يدر في خلد أي منهم، أن يضع هذا الموضوع المهم على بساط البحث في كتاب مستقل كما فعل الباحث العصا.

يتناول الباحث العصا في الفصل الأول من كتابه أوضاع فلسطين من القرن التاسع عشر إلى عصر النكبة، متحدثاً عن الأحوال التي سادت البلاد في عهد الولاية العثمانية والاستعمار البريطاني وما رافق هذه المرحلة من أطماع من قبل القوة الحاكمة، مروراً بالحركة الصهيونية في الفترة العثمانية ومشروعها المتعلق بالدولة اليهودية، وتوظيف هذه الحركة للديانة اليهودية في خدمة مشروعها الاستعماري. كما يتحدث المؤلف عن مواجهة أبناء الشعب الفلسطيني لهذه التطورات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مبيناً العلاقة بين الانتداب البريطاني كحركة استعمارية والعقيدة الصهيونية، وقد أكد المؤلف في هذا الفصل مقاومة أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة للانتداب البريطاني من ناحية، وللحركة الصهيونية من ناحية أخرى، وفي نفس الوقت.

أما الفصل الثاني من هذا الكتاب ، فيتحدث فيه المؤلف عن الظروف التي أحاطت بالشعب العربي الفلسطيني خلال النكبة وما بعدها، مناقشاً النكبة من حيث مفهومها ودلالاتها، ويتحدث عن الحالة التي ألمت بالشعب العربي الفلسطيني بفعل النكبة، أو كما عبر عن ذلك المؤلف بقوله (كيف نكبَتْنا النكبة) . كما تطرق الباحث العصا في هذا الفصل من كتابه إلى إعداد الحركة الصهيونية لإيقاع النكبة بالشعب الفلسطيني وعن تنفيذ الهجوم الذي تبع مرحلة الإعداد، ليصل إلى وصف النكبة وهي في ذروتها، ونتائجها التي أفضت إليها.

ويمضي الباحث العصا بقارئه في الفصل الثالث إلى واقع النكبة المستمرّة، حيث أشار إلى مظهر من مظاهر هذه النكبة بالنسبة للعرب الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، ألا وهو صراعهم المستمرّ دفاعاً عن الهوية المستهدفة، وعدّد المؤلف مراحل تطور الهوية التي مر بها هذا الجزء من الشعب الفلسطيني في صراعه دفاعاً عنها، مورداً التقسيمات التي عددها بعض الدارسين بهذا الخصوص، ثم يتحدث المؤلف في الفصل ذاته عن ملامح استمرار النكبة. ولا يغادر الكاتب هذا الفصل دون التطرق إلى المصطلح الذي يسعى الصهاينة إلى تكريسه كواقع قانوني وسياسي ألا وهو مصطلح (يهودية الدولة)، وهذا بالضرورة يعتبر جزءاً من صراع فلسطينيي 1948، والفلسطينيين بشكل عام على الهوية ــ آنف الذكر ــ وهو الأمر الذي ناقشه الباحث عزيز في نهاية هذا الفصل حينما تساءل: هل نعترف بيهودية الدولة؟

وفي الفصل الرابع الذي يحمل اسم: فلسطين: إشكاليات التسميات، وهو الاسم الذي أضفى ظلاله على الكتاب، من خلال العنوان الذي اختاره المؤلف للكتاب ككل، حتى يظنه القارئ هو موضوع الكتاب الوحيد، والحقيقة كما أرى أن الكتاب شامل للكثير من جوانب القضية الفلسطينية بشكل يتعدى الوقوف على إشكالية التسميات على أهميتها. حيث يعدد المؤلف في هذا الفصل التسميات التي أطلقت على فلسطين من الشعوب المختلفة منذ القدم ، كما يتحدث عن تسميات اليهود لفلسطين، والتسميات التي أطلقت على مدينة القدس، وعلى (الجزئيات الفلسطينية)، أي المناطق الإقليمية الناتجة عن واقع التجزئة، التي فرضها الاحتلال، وأنا في هذه العجالة لن أتطرق إلى هذه التسميات، تاركاً الأمر للقارئ الذي سيطالع الكتاب .

وإلى جانب ذلك يشير الباحث العصا في الفصل نفسه ( الرابع ) أيضاً ، إلى حقيقة انتقال المسميات من الجغرافيا إلى الإنسان، فيما يتعلق بأرض فلسطين المحتلة عام 1948، حيث يتحدث عن المحاور التي تتوزع عليها التسميات المستخدمة في الخطابات السياسية والإعلامية والأبحاث العلمية، وبعد أن يعددها المؤلف يُحَمِّل العرب والفلسطينيين جزءاً من المسؤولية عن هذه التسميات حين يقول: (يتبين مما سبق أن التسميات قد ذهبت في عدة اتجاهات. ويُعتقد أننا نحن السبب في ذلك بسبب تعاطينا معها دون التوقف، مُعمقاً، عند مدلولاتها) ص 208، ويقوم المؤلف بتعداد التسميات التي أطلقت على أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948م، متطرقاً بشكل بحثي علمي موثق إلى الأسس التي أطلقت بناء عليها هذه التسميات من ناحية، وإلى الصراع الذي خاضه هذا الجزء من الشعب الفلسطيني ونخبُه السياسية والفكرية للتأثير في هذه التسميات، بحيث تستخدم مصطلحات تؤكد على الهوية الفلسطينية للجماهير العربية داخل الخط الأخضر.

أما الفصل الخامس، والأخير، فقد تحدث فيه الكاتب عن انعكاسات التسميات على فلسطينيي 1948 على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والنفسية والوجدانية، كما تحدث عن التسميات من حيث أنها انعكاس لحالة العزل السياسي لأبناء هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، ولم يغفل الكاتب في هذا الفصل عن أن يتطرق إلى تأثير اتفاقية أوسلو على هذه الفئة من أبناء شعبنا، وبعد ذلك ارتأى الباحث العصا أن يؤكّد ما توصل إليه من خلال دراسته ( أن هناك شيئاً راسخاً هو "الوطنية الفلسطينية" التي أثبتت وجودها وحضورها رغم المحن..) ص 234، ويؤكد الباحث عزيز في كتابه أن (من يبحث مع فلسطينيي ـ48 في شأن تلك التسميات يجد أن هناك ضيقاً يصيبهم، وهم يعبرون عن قلقهم على هويتهم ومستقبل وجودهم على أرض الآباء والأجداد) ص235، ويتحدث في هذا الفصل أيضاً بشيء من التفصيل مع ذكر بعض الأمثلة عن رد النخب السياسية والفكرية من فلسطينيي 48 على هذه التسميات، وعن موقف الرأي العام لدى هؤلاء الفلسطينيين منها.

في ختام هذا الفصل (الخامس) يستنتج الباحث عزيز العصا (أننا أمام شريحة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين صمدوا في مواجهة أعتى قوة على الأرض، وتمتعوا بقدرة عالية على "الالتقاء مع الذات"، والمحافظة على الهوية) ص244، ويقترح المؤلف  (التحرك الجاد والفوري لتحقيق حالة من الرؤية المشتركة لصانعي القرار، والقائمين على مصالح شعبنا في فلسطين المحتلة عام 1948، باستخدام التسمية التي تحفظ لهم، أفراداً وجماعات، كيانهم المتمثل أيضاً بتسميتهم المنسجمة مع واقع حالهم ونضالهم اليومي في سبيل المساواة وتحصيل حقوقهم باعتبارهم يحملون الهوية الزرقاء) ص245.

بعد ذلك يصل بنا الباحث إلى خاتمة المطاف، أو خاتمة الكتاب، التي يتحدث فيها عن بعض جوانب تجربته في إعداد هذا البحث، والتي امتدت على مدى عامين من الزمن. ثم يورد في نهاية بحثه المصادر والمراجع التي استند إليها، والتي احتلت  مساحة اثنتين وعشرين صفحة من صفحات الكتاب، (ص251ـ 272) وهي متنوعة وتشمل كتباً ومجلات ونشرات ومذكرات ومواقع إلكترونية ومقابلات. ويختم، في نهاية الكتاب، بخمسة ملاحق، تعزز المعرفة لدى القارئ وتعمقها، كما تبين النصوص التي اقتبس منها المؤلف التسميات التي يناقشها.

وأخيراً أقول، بعد اطلاعي على هذا الجهد الكبير الذي بذله الباحث عزيز العصا في سبيل إعداد هذا الكتاب القيم، بما شمله هذا الجهد من بحث ودراسة وتصنيف وتأليف، وما استخلصه من النتائج وما قدمه من الآراء، فإنني أتمنى على مراكز البحث والدراسات ومكتبات الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية في فلسطين، وغيرها، أن تهتم باقتناء هذا الكتاب لما له من الأهمية في توعية أبناء الشعب العربي الفلسطيني بالحالة الفلسطينية، منذ نشأتها في أواخر العهد العثماني إلى وقتنا الحاضر، بشكل مصدَّق موثّق، كما أتمنى على الجامعات أن تجعله جزءاً من المراجع التي تستند إليها في دراسة وتدريس الواقع الفلسطيني.

_____________________________________________
رابط النسخة الورقية المصورة :
http://www.alhadath.ps//files/image/2016/11/22/Alhadth-Issue74.pdf
رابط القراءة على الموقع الإلكتروني :
http://www.alhadath.ps/article/48253/%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-.



الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

الشاعر شريم في معرض دورتين للرسم والخط العربي للناشئين


في قاعة بلدية الدوحة بمحافظة بيت لحم يوم الإثنين 21/11/2016 أثناء مرافقة الشاعر محمد شريم لزوار المعرض الختامي لدورتين في الرسم والخط العربي نظمتهما وزارة الثقافة ومجلسها الاستشاري .

السبت، 19 نوفمبر 2016

الشاعر شريم يتحدث في إذاعة ( صوت فلسطين ) عن ( فلسطينيو 48) لعزيز العصا .

تسجيل حلقة (آخر كلام) حول كتاب فلسطينيو 48 لعزيز العصا بمشاركة الشاعر شريم

التسجيل الصوتي للحلقة الأخيرة من برنامج ( آخر كلام ) الثقافي الذي يقدمه الإعلامي المعروف أحمد زكارنة في إذاعة ( صوت فلسطين ) ، وهي الحلقة الخاصة بكتاب ( فلسطينيو 48 : إجماع على الوطن .. اختلاف على التسميات ) وقد تحدث فيها كل من مؤلف الكتاب الناقد والباحث عزيز العصا وشارك في الحوار كل من الشاعر محمد شريم والكاتب صالح أبو لبن . تاريخ الحلقة 13/11/2016 .

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

إشارة : من تواصل اجتماعي إلى تفاعل مجتمعي!

هذه المقالة ضمن سلسلة المقالات التي تحمل اسم ( إشارة ) والخاصّة بجريدة ( الحدث ) الفلسطينية الورقية نصف الشهرية ، وقد نشرتها الجريدة في نسختها الإلكترونية بتاريخ  15/11/2016 م .

______________________________________________________________

                                                 
من تواصل اجتماعي إلى تفاعل مجتمعي!


                                                                                                     بقلم محمد شريم
                                                          إشارة

جميعنا يعلم مدى تلك الثورة الإعلامية ( التفاعلية ) التي أحدثتها في المجتمعات المختلفة في السنوات الأخيرة ما اصطلح على تسميتها ( مواقع التواصل الاجتماعي ) ، حتى كان لها تأثيرها الجمّ في مناحي كثيرة من مناحي الحياة . فعلى المستوى الثقافي مثلاً ، نرى أن الشاعر أو الكاتب أو رجل الدين أو العالم في أي علم من العلوم قد ازدادت إمكانيات وصوله إلى الجمهور أفقياً ، أي أنه استطاع أن يزيد عدد جمهوره الذين يمكن أن يقرؤوا ما يكتب وهم الذين يمكن أن يزدادوا باطّراد في أقطار الدنيا ، وعمودياً حيث أصبح بإمكانه أن ينشر كمّاً متراكماً من النصوص المكتوبة أو المنشورات الأخرى بالمقدار الذي يحدده مداد قلمه وبنات أفكاره ، وبذلك تكون هذه المواقع قد تفوقت في هذا المجال على الصحافة المطبوعة التي غالباً ما تكون محدودة جغرافياً ، وعلى الصحافة المرئية والمسموعة أيضاً لاعتبارات عديدة .

وبناء على ذلك لا عجب في أن أضحت مواقع التواصل الاجتماعي عند الكثيرين هي الوسيلة الإعلامية الأولى التي يستقي منها الأخبار ، وتؤثر على أفكاره ومواقفه عند اتخاذ القرار ، وخاصّة أن هذه المواقع توفر للمرسل والمستقبل إمكانية التواصل المباشر بسهولة ويسر ، أكثر من أية وسيلة أخرى ، وهذا ما أكده المتابعون للانتخابات الأمريكية الأخيرة ، وأوردُ على ذلك مثلاً ، أن المرشح الجمهوري الفائز في الانتخابات ( ترامب ) عندما صرح برغبته في منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة جاءته موجة عارمة من ( التغريدات ) التي شكلت أداة ضغط رئيسة عليه للتراجع عن تصريحاته .

إن هذا المثل ، وغيره من الأمثلة التي يمكن أن تساق ، يجعلنا نؤمن أن وسائل التواصل الاجتماعي ، وإن كانت انطلاقتها تتناسب مع هذه التسمية ، إلا أن هذه التسمية قد ضاقت عن أن تستوعب دورها الذي تقوم به في الحياة حاليّاً ، مع تطور هذا الدور على الصعيد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغير ذلك من المجالات ، وبذلك فإنني أرى أن التسمية المناسبة لدورها قد تغيرت من مواقع ( التواصل الاجتماعي ) إلى ( مواقع التفاعل الاجتماعي ) أو ( التفاعل المجتمعي ) إن قصدنا الدّقة في الوصف ، فالتفاعل هو مصدر الفعل ( تفاعل ) ويعني المشاركة في ( الفعل ) وليس في القول والخطاب فقط الذي قد يفهم من التسمية الأولى ، وهو تفاعل ( مجتمعي ) أيضاً لأنه ينخرط فيه أبناء المجتمع أو المجتمعات في العمل على الرفع من شأن مجتمعاتهم وفي مناقشة قضاياها ، وبذلك يتضح بأن الفارق في التسمية ليس هو المقصود لذاته ، بل لأنه يعكس الفرق في معنى الرسالة التي تؤديها كل من هاتين التسميتين .

ولزيادة التأكيد على ما لـ ( مواقع التفاعل الاجتماعي ) من الدور ( الفعلي ) على أرض الواقع ، فإنني لن أكتفي بالمثال الأمريكي سابق الذكر ، بل سأحطّ في بلادنا العربية التي كان لمواقع التفاعل الاجتماعي فيها الدور الحاسم في حشد الجماهير للمشاركة في الفعاليات والمسيرات التي شهدتها بلدان ( الربيع العربي ) بغضّ النظر عن الزاوية التي ينظر من خلالها  كلّ منا إلى هذه الأحداث . ولهذا فإن بعض الدول على مستوى العالم قد وعت جيداً ما يمكن أن تحدثه مواقع ( التفاعل ) هذه من ( الفعل ) ، فلذلك سعت إلى احتوائها قبل أن يخرج المارد من القمقم . فالصين مثلاً ، كما تعرفون ، قد أوجدت ( مواقع تفاعل ) ولا أقول ( تواصل ) بديلة ، يمكن من خلالها مراقبة ما يجري من خلال هذه الوسيلة الإعلامية التي ثبت أنها ألقت بوسائل الإعلام التقليدية المطبوعة والمرئية والمسموعة أرضاً في أكثر من بلد ، وفي أكثر من حدث ، ألم تروا معي مثلاً ـ ونحن نتحدث عما جرى في بعض البلدان العربية ـ أن وسائل الإعلام التقليدية في هذه البلدان التي كانت تُسبّح بحمد الحاكم وتقلل من شأن التجمعات والفعاليات الشعبية المواكبة ( للربيع العربي ) وتحرض عليها لم تفلح في الصمود أمام سطوة مواقع ( التفاعل الاجتماعي ) وهجومها الكاسح على عقول الجماهير وقلوبهم ، فتقاطرت هذه الجماهير فرادى وزرافات إلى ساحات الاعتصامات ؟! وعلى الطرف الآخر من واقعنا السياسي ، ألم تروا معي أيضاً أن هذه الحقيقة لم تكن بعيدة عن صنّاع القرار في الدولة العبرية المحتلة عندما خصصت في المدة الأخيرة فريقاً لمتابعة هذه المواقع ومستخدميها ، تمهيداً لحجب ما تشاء منها ، ولمعاقبة من تشاء من مستخدميها ؟!

والآن ، وبعد أن استذكرنا معاً ما لمواقع التفاعل الاجتماعي من الأهمية ، يتبادر إلى أذهاننا السؤال الآتي : هل نقوم نحن كمستخدمين عرب لهذه الوسيلة باستخدامها الاستخدام الأمثل ؟

وللإجابة على هذا السؤال يمكن أن نجيب بـ ( نعم ) كما يمكن أن نجيب بـ ( لا ) ، وذلك حسب المستخدم وكيفية الاستخدام ، وخاصة أن هذه المواقع وفّرت لكل شخص من صغير أو كبير ، غني أوفقير ، عظيم أو حقير إمكانية أن تكون له وسيلته الإعلامية الخاصة ، حتى الطفل الذي في المرحلة الدراسية الأساسية . وهذا أدّى إلى حقيقة وجود عدد كبير من المستخدمين الذين يستخدمون هذه الوسيلة للتفاعل مع الواقع الذي يعيشون فيه من خلال منشورات متنوعة تتضمن النصوص المكتوبة والمقاطع المرئية والمسموعة التي تشير إلى موقف من المواقف أو تظهر حدثاً من الأحداث أو تناقش قضية من القضايا ، أو تنقل إلى عقل المتلقي مادة ثقافية أو علمية تلامس الوجدان وتغذي العقل وتقوي المعرفة. وإلى  جانب هؤلاء ،هنالك عدد آخر من المستخدمين ، وهو الأكبر وللأسف الشديد ، يستخدمون هذه المواقع استخداماً ( عبثياً ) إن جاز التعبير ، كالذي ينشر صورة ( صينية الكوسا المحشي ) وهو يتناولها مع الأهل والأصدقاء ، وهنالك نوع ثالث  من المستخدمين ، ولعلهم الأقلية لحسن الحظ ، وهم أولئك الذين يستخدمون هذه المواقع استخداماً ( مقيتاً ) في الذم والقدح والتشهير وإذكاء نار الفتنة بين فرد وآخر أو بين جماعة وأخرى ، ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا ) كما تقول الآية الكريمة .

وخلاصة القول ، كم كنت أتمنى ، كما يتمنى الكثيرون غيري ، أن نعيد النظر في فهمنا لأهمية ورسالة مواقع التفاعل المجتمعي ، واختيار التسمية الدقيقة يساعد بالتأكيد على إعادة صياغة مفهومنا لرسالة هذه المواقع . وهذا ما سيقود المستخدم العربي إلى التخفيف من الاستخدامات العبثية والمقيتة لهذه المواقع ، ولأن يحرص على استخدامها الاستخدام الأمثل في الرفع من شأن المجتمع وفي مناقشة قضاياه والدفاع عنها ، وخاصة أنه بات يعرف حقّ المعرفة ما لمواقع التفاعل الاجتماعي ( أو المجتمعي ) من التأثير ، حتى أصبحت تتحكم في مصائر شعوب وخرائط أقطار وأنظمة دول ! 
-------------------------------
لقراءة المقال من ( الحدث ) يمكن الوصول إليه من الرابط الآتي :
http://www.alhadath.ps/article/47901/%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84-%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D9%8A-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85--%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%85

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

شريم في صوت فلسطين يتحدث عن كتاب ع. العصا فلسطينيو 48

شارك الشاعر محمد شريم في حلقة الأمس 13/11/2016 من البرنامج الإذاعي ( آخر كلام ) الذي يبث على أثير ( صوت فلسطين ) ويقدمه الإعلامي المعروف أحمد زكارنة . وقد كان موضوع حلقة الأمس التي بثت بشكل مباشر الساعة السابعة وعشر دقائق مساء هو كتاب ( فلسطينيو 48 : اتفاق على الوطن اختلاف على التسميات ) للباحث الأستاذ عزيز العصا . وقد أجاب الشاعر شريم عن أسئلة مقدم البرنامج موضحاً أهمية الكتاب من الناحيتين السياسية والثقافية ، وكان المتحدث الرئيس في هذه الحلقة هو مؤلف الكتاب ، كما شارك في الحوار الأستاذ الكاتب صالح أبو لبن . الجدير بالذكر أن الشاعر شريم كان قد قدم الكتاب إلى الجمهور بحضور مؤلفه في حفل إشهار الكتاب الذي جرى في مؤسسة إبداع في وقت سابق من هذا العام . 

السبت، 12 نوفمبر 2016

شريم يتسلم ( شرح كاتاياد لقصيدة بانت سعاد )

تسلم الشاعر محمد شريم قبل يومين من صديقه الكاتب والمترجم الهندي محمد كوتي 
( ماموتي كاتاياد ) الذي يحسن اللغة العربية المخطوطة النهائية لكتاب ( شرح كاتاياد لقصيدة بانت سعاد ) الذي ألفه الكاتب الهندي كوتي ، والذي جمّع فيه ما قاله عدد من الشارحين لقصيدة ( بانت سعاد ) التي نظمها الشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى في مدح النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ومن هؤلاء الشرّاح : جلال الدين السيوطي ، جمال الدين الأنصاري النحوي ، الإمام التبريزي ، والبابوري وغيرهم ، حيث أبدى الشاعر شريم لصديقه كوتي وجهة نظره الإجمالية ، وسوف يصدر الكتاب باللغة العربية في طبعته الأولى عن إحدى دور النشر الهندية في المستقبل القريب ، ثم تتم ترجمة الكتاب.
ويجدر بالذكر أن الكاتب كوتي تواصل غير مرّة مع الشاعر شريم من باب المشورة في بعض ما يتعلق بالكتاب . وقد بارك الشاعر شريم لصديقه الكاتب الهندي الكبير المقيم في الإمارات العربية المتحدة هذا الإنجاز .

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

تقرير جريدة ( الحدث ) عن كتاب (جواهر الحكمة ... )

تقرير جريدة ( الحدث ) الفلسطينية عن كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم الذي نشرته الجريدة في نسختها الورقية صفحة 18 ، وفي نسختها الإلكترونية ، اليوم الثلاثاء 8/11/2016 . 

جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة لـ الشاعر الفلسطيني محمد شريم



الحدث- رام الله
كتاب جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة، هو كتاب للشاعر الفلسطيني محمد شريم، ويتكون الكتاب من ثلاثمائة واثنتين وعشرين (322) صفحة من القطع الكبير. ويتضمن هذا الكتاب الذي صمم غلافه المصمم شربل إلياس نظماً شعرياً لكتاب (كليلة ودمنة) التراثي المعروف، الذي ألّفه الفيلسوف الهندي (بيدبا) لأحد ملوك الهند القدماء ويدعى (دبشليم).

 وكتاب (كليلة ودمنة) كما هو معروف يتكون من خمسة عشر باباً أصيلاً، بالإضافة إلى أربعة أبواب أخرى أضافها إليه المهتمون بالكتاب لاحقاً. ويتضمن هذا الكتاب حكايات على ألسنة الحيوانات، فيها الكثير من الدروس والعبر التي تهدف إلى النصح والإرشاد بأسلوب شيّق ولطيف، حيث تتلألأ بين سطور هذه الحكايات الكثير من عبارات الحكمة التي تتحف القارئ بكل ما هو نافع ومفيد له في حياته، وقد ترجم الفرس الكتاب إلى اللغة الفارسية القديمة، وقام الأديب عبد الله بن المقفع بترجمة الكتاب من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية في عصر الدولة العباسية.

  بدأت فكرة نظم كتاب (كليلة ودمنة) تداعب مخيلة الشاعر محمد شريم قبل أكثر من عشرين عاماً من زمن صدور كتابه (جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة)، إلى أن دخلت هذه الفكرة حيز التنفيذ في العام 2004 للميلاد، ليستمر الشاعر بعد ذلك في العمل على إنجاز كتابه هذا مدة أحد عشر عاماً بما تضمنه هذا العمل من نظم لأبواب كتاب (كليلة ودمنة) الخمسة عشر، ومن ثم ضبط الكلمات بالحركات المناسبة لها في اللغة العربية وما تبع ذلك من تدقيق للنصوص، ثم تفسير المفردات الصعبة وشرح الأبيات الشعرية التي تحتاج إلى توضيح، وبعد ذلك تصنيف الحكم ـ التي أصبحت بعد الانتهاء من النظم حكماً شعريةـ وفق مواضيعها، إلى أن صدر الكتاب في أواخر العام 2015م.

 وقد تطرق الشاعر محمد شريم إلى الدوافع التي جعلته يتحمل كل هذا العناء في مقدمة الكتاب التي تحمل اسم، مقدمة الناظم، ومن هذه الدوافع: إعجاب الشاعر بحكايات الكتاب المسلية وحكمه المفيدة، فأراد أن يضيف بهذا العمل جمال اللفظ إلى سحر المعنى بتحويل الكتاب من النثر إلى الشعر، فالشعر أحبّ إلى النفْس وأقرب إلى الوجدان، قاصداً من وراء ذلك أن يسهل على الناس حفظ الحكم وتذكرها من ناحية، وأن يزيد الناس قرباً من "كليلة ودمنة" من الناحية الأخرى. كما أراد الشاعر بهذا النظم أن يعيد صياغة الحكايات التي يتضمنها الكتاب بلغة عربية معاصرة، مع الالتزام بقواعد اللغة العربية السليمة، ذلك أن لغة النص النثري هي لغة العصر العباسي حيث ترجم ابن المقفع الكتاب إلى العربية في القرن الثامن الميلادي. ومن تلك الدوافع أيضاً رغبة الشاعر في أن يكون (جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة) مرجعاً لمن شاء من القراء حتى يعود إليه في كل وقت ليجد فيه ضالته وما يختص بشأنه من معاني الحكم بما تضمنته من المبادئ والقيم، مصوغة في قالب شعري جميل، ومصنفة وفق موضوعاتها بشكل يسهل معه إيجاد الحكم الخاصة بكل موضوع على حدة، وهو الأمر الذي لا يتوفر في النص النثري من الكتاب، وسنتطرق إلى ذلك ضمن الحديث عن أقسام الكتاب.

ينقسم كتاب (جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة) إلى قسمين رئيسين: القسم الأول هو نظم شعري لأبواب (كليلة ودمنة) الأصيلة الخمسة عشر، وقد نظم الشاعر في هذا القسم حكايات الكتاب على نمط الشعر العربي التقليدي، الشعر العمودي، وبما أن الكثير من حكايات الكتاب يتوالد بعضها من بعض، فقد جعل الشاعر لكل حكاية من الحكايات بحرها الشعري الخاص وحرف روي مختلف (وهو الحرف الموحد في أواخر أبيات القصيدة)، وذلك بهدف التنويع الموسيقي والحدّ من الملل من جهة، وحتى يسهل فصل الحكاية عن سائر حكايات الباب من جهة أخرى، ليتم توظيفها بشكل مستقل أو ضمن حكايات الباب الأخرى حسب الموقف والرغبة، وهي العملية التي عبر عنها الناظم بعملية، فك وتركيب الحكايات، كما تضمن القسم الأول من الكتاب  شروحات وتوضيحات للمفردات المعجمية وللأبيات الشعرية التي في حاجة إلى توضيح كما ذكرنا سابقاً.

أما ما يتعلق بالقسم الثاني من كتاب - جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة- الذي يحمل اسم  "خزانة جواهر الحكمة" فقد تضمن هذا القسم الحكــم الشعرية التي اقتطفها الناظم مما ورد في أبواب الكتاب، وكل واحدة من هذه الحكم الشعرية المقتطفة هي بيت واحد من الشعر أو مجموعة من الأبيات حسب اكتمال معناهـا في النـص، وقد آثر الناظم أن يسمي كل واحـدة من هذه المقتطفـات، جوهـرة، والجمع جواهر، ومن هنا جاءت عنونة هذا الكتاب، وقد أشار الناظم فوق كل جوهرة إلى المواقف الحياتية التي يمكن أن تستخدم فيها، كما مُيِّـزتْ كلّ جوهـرة منها برقـم خاص بها في خزانة الجواهـر، وهو يشيــر إليهـا ويدل عليها في التصنيــف المسمى "صناديق جواهر الحكمة".

وقد ارتأى الشاعر محمد شريم الذي أطلقت عليه بعض الصحف بعد إشهار كتابه اسم ( بيدبا الفلسطيني) أن يرتب الجواهر فـي "خزانـــــة جواهر الحكمة" وفق تسلسل الأبواب في الكتاب، واضعــاً اسم الباب أعلى  مجموعـــة الجواهر التي اقتطفت منه، كما قام بإدراج الجواهر المقتطفة من كل حكاية من حكايــات الباب الواحــــد تحت اسم الحكاية التي اقتطفــــت منهــا هذه الجواهـر مرتبة وفـق ورودها في نظم الحكاية، سواء أكانت الحكايــة من الحكايات الأمهات أم من الحكايات الفرعية، والقـول هــذا منطبــق على الخاتمة وما اقتطــف منها، وكان القصد من وراء هـــذا الترتيــب هو التسهيــل على القارئ إذا رغب في قراءة الحكمة الشعرية، الجوهرة، ضمـن السيـاق الذي وردت فيه، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الحكايات لا تحتوي على حكم شعرية في أبيــات محددة، وإنما تكمن الحكمة في المعنى العــام للحكاية، ولهذا يلاحظ القارئ عدم وجود العناوين الخاصة بهذه الحكايات في  خزانة جواهر الحكمة.


 وجواهـر الحكمة في نظم كليلة ودمنة عددهـا خمسمائة وسـت عشـرة (516) جوهـرة، كل واحدة منها تتعلق بمواضيع عدة وفــق الكلمات ذات الأهمية التي وردت فيهــــا، ويمكن قراءة جواهــر الحكمة مباشرة في القسـم الخاص بهـا، وفــــق الترتيـب الذي تمت الإشارة إليه في السطور السابقة، كما يمكن قراءتها بالوصول إلى الحكم الخاصة بالموضوع أو المجـال الذي يرغـب القارئ في الاطلاع على الحكـم المتعلقة به وذلك من خلال التصنيـف الخاص بجواهر الحكمة والذي ارتأى الشاعر شريم أن يسميه "صناديق جواهر الحكمة"، وعدد هــذه الصناديق خمسمائـة وأربعة وخمسيــن (554) صندوقـاً مرقّمة ومرتبـة ترتيباً هجائياً وفق حروف أسمائها، فكل صندوق منها يحمل اسماً مستقلاً خاصاً به، واسـم الصندوق. في حقيقة الأمـر ـــ كلمة تــدل علـى موضــوع مـن مواضيع الحكمة ومجـال من مجالاتهـا، فالصندوق الذي يحمل اسم الصداقة مثلاً، هو ذلك الذي يضم الحكم التي تتحدث عن الأصحاب والأصدقاء والخلان والرفاق والرفقاء والرفقة  والصحبة والصداقة، إلخ، ومن خلال هذا المثال يتضح أنه قد يتبع اسم الصندوق كلمة أخرى تابعة أو مجموعة من الكلمات التوابع مرتبـة هـي أيضاً ترتيباً هجائياً ووضعــت بين قوسيـن، وهي بشكل أكثـر تحديــداً بعــــض الكلمـات الهامة التي تضمنتها الحكم الشعرية المتعلقـة بالمجال أو الموضـوع الذي يشير إليه اسـم الصنــدوق، وفائدة هـــذه التوابع أنهــا تعطي القارئ فرصة أكبـر لاستكشاف ما يتضمنه هذا الصنــدوق من الأفكار التي تتطـرق إليهـا جواهـر الحكمة، أي الحكم الشعرية، التي يحتويها، وذلك من خلال الاطلاع على بعض ـــ وليس جميع ـــ الكلمات الهامة الواردة في تلك الجواهــر. وتوجد تحت اسم الصندوق وتوابعه لائحة تعـرض أرقــام جواهر الحكمة التي تتحدث عن الموضوع أو المجال الذي يحمل الصندوق اسمه،  وتسمى هذه اللائحة، لوحـة مفاتيح الصندوق، أما الأرقام التي تشتمل عليها هذه اللائحة فتسمى مفاتيــح الصنـــدوق، ويبلغ مجمـوع أعدادها في جميع اللوحات حوالي ثلاثـة آلاف وسبعمائـة وواحد وأربعيــن (3741) مفتاحاً، وهــذه الأرقام مرتبـة في كل لوحـة من اللوحات بشكل تصاعدي لتسهيل الوصول إلى الرقم المطلوب في حالة البحث عن أي رقم منها. وقــد سماها الناظم بالمفاتيح تشبيهاً لها بالمفاتيح التي تسهّل علينا الوصول إلى ما تحتوية الصناديـق في العادة من المحتويات، وإذا ما قيــّض الله لهذه الخزانـة من يعرضعها عرضاً إلكترونياً فسوف يتمكن القارئ من الوصول إلى الجوهـرة، أي الحكمة، المطلوبة بمجرد النقر على المفتاح، أي الرقم المفتاحي الخاص بها.
 وقد استقبلت الكثير من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية هذا الإنجاز الأدبي بما يستحقه من الحفاوة والاهتمام.
-----------------------------------------------------------------------------------------
يمكن البحث عن التقرير في النسخة الورقية من خلال  الرابط  http://www.alhadath.ps/files/image/2016/11/8/Alhadth-Issue73.pdf
وفي النسخة الإلكترونية من خلال الرابط :
http://www.alhadath.ps/article/47537/%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D9%85-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%85%D9%86%D8%A9-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%85

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

الشاعر شريم على منصة إحياء ذكرى الرئيس عرفات




الشاعر محمد شريم على منصة افتتاح فعاليات إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات في أمسية شعرية برفقة عدد من الشعراء والأدباء وهم : الأديب يحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق ، الشاعر أحمد دحبور ، الشاعر عبد الناصر صالح وكيل وزارة الثقافة الحالي ، الشاعر نزيه حسون ، الشاعر ماجد أبو غوش ، الشاعر خالد جمعة . وذلك مساء الإثنين 3/11/2014 في قاعة المقر العام للهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة رام الله . حيث حضر فعالية الافتتاح العديد من القيادات السياسية والدينية ومن قيادات الفصائل الوطنية والشخصيات الثقافية والفنية .

الأحد، 6 نوفمبر 2016

الشاعر شريم في مؤتمر بيت لحم عاصمة الثقافة العربية


شارك الشاعر محمد شريم عضو المجلس الثقافي الاستشاري في محافظة بيت لحم في المؤتمر الوطني الأول لبيت لحم عاصمة الثقافة العربية في العام 2020 الذي عقد في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم في الرابع والخامس من شهر تشرين الثاني 2016 بحضور وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو وعدد كبير من المثقفين الفلسطينيين من بيت لحم والضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي العام 1948، حيث عمل الشاعر شريم ضمن محور ( المؤتمرات والندوات ) وهو أحد محاور المؤتمر التسعة.







الخميس، 3 نوفمبر 2016

جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة في الشارقة 2016

يعرض في هذه الأيام في ( معرض الشارقة الدولي للكتاب 2016 ) الذي افتتح يوم أمس 2/11/2016 في مدينة ( الشارقة ) في الإمارات العربية المتحدة كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم ، وذلك للسنة الثانية ضمن الكتب المعروضة في جناح دار النشر ( مكتبة كل شيء) ـ حيفا ـ فلسطين ، حيث باستطاعة المعنيين زيارة جناح ( مكتبة كل شيء ) والحصول على نسختهم من الكتاب . 
ومن الجدير بالذكر أن موقع جناح ( مكتبة كل شيء) حيفا هو : ( جناح / قاعه 2 b15 ) .




إشارة : رحم الله ( حمورابي ) !

هذه المقالة ضمن سلسلة المقالات التي تحمل اسم ( إشارة ) والخاصّة بجريدة ( الحدث ) الفلسطينية الورقية نصف الشهرية ، وقد نشرتها الجريدة في نسختها الإلكترونية بتاريخ  2/11/2016 م .

______________________________________________________________

                                                 رحم الله ( حمورابي ) !
                                                                                            بقلم محمد شريم
                                                          إشارة

كثير ما تطالعنا به وسائل الإعلام من  حالات الخروج على القانون، بمختلف مظاهره، ابتداء من مخالفات القوانين والأنظمة المرورية، وانتهاء بجرائم القتل، حتى يصبح الأمر في كثير من الأحيان مقلقاً للناس بشكل عام، وللجهات المسؤولة عن تطبيق القوانين بشكل خاصّ.
      
والأسباب التي قد يخرج الإنسان على القانون لأجلها عديدة، ولا مجال الآن لذكرها. أما الحالات التي يخرج الإنسان فيها على القانون في أي بلد من البلدان، فتنحصر بالنسبة لعدد المنخرطين فيها ـ كما أرى ـ في حالتين : حالة الخروج الفردي، حتى لو قامت به مجموعة من الأفراد، وحالة الخروج الجماعي العام، ومن بين ذلك الثورات الشعبية، وهذه الحالة، أي الثانية منهما، ليست هي موضوع حديثنا في هذا السياق.
      
وما دام حديثنا هو عن الخروج الفردي على القانون، فإنه ليس لعاقل أن يبرر لأي كان أن يأخذ القانون بيديه، وأن يخرج على القانون مهما كانت الأسباب التي قد يتم التذرع بها لهذا الخروج، وجميعنا يذكر قصة رفض ( سقراط ) الهرب من الإعدام بتجرع السم بعد أن أعد له تلاميذه خطة محكمة تفتح أمامه سبيل الهروب، وذلك حتى لا يخرج على القانون، مع أنه قانون جائر. فالقانون هو السياج الذي يؤطّر للفرد والجماعة، للحاكم والمحكوم، مساحة حياتية آمنة لا يتطاول أحد فيها على حقوق الآخر، ولا تبغي فئة فيها على الأخرى، لأن اختراق هذا السياج يدخل الإنسان إلى مساحة من الفوضى والضياع والصراع ، وهي تلك المساحة التي أراد ملك بابل ( حمورابي ) أن يُخرج أبناء شعبه منها في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ـ رأفة بهم ورحمة ـ عندما وضع شريعة تعتبر الأولى في التاريخ من حيث كونها متكاملة وشاملة لكل نواحي الحياة ـ على الرغم من قسوة عقوباتها بمقاييسنا المعاصرةـ ألا وهي الشريعة المسماة باسمه، وأعني ( شريعة حمورابي).
     
ومع ذلك، فإننا إذا أردنا أن نؤسس لمبدأ سيادة القانون فعلاً، فيجب علينا ألا نكتفي فقط بتوبيخ أولئك الذين قادهم تفكيرهم غير المتزن إلى الخروج على القانون، بل إن المنطق العملي يفرض علينا أن نسير  للوصول إلى هذا الهدف، أي سيادة القانون، بمسارين متوازيين: المسار الأول هو أن نعمل على إقناع الفرد بشكل عملي، وليس بشكل نظري إرشادي فقط، بأن من مصلحته الخاصة الالتزام بالقانون وعدم الخروج عليه، أما المسار الثاني فهو تطبيق العقوبات العادلة التي يفرضها القانون نفسه على كل من تسول له نفسه الخروج على هذا القانون.
      
وإذا ما أردنا الحديث عن كيفية إقناع الفرد بأن من مصلحته الخاصة الالتزام بالقانون وعدم الخروج عليه، فهنالك الكثير من المتطلبات التي يجب علينا أن نقوم بها لتحقيق هذه الغاية، ولكنها في نهاية المطاف تنحصر في متطلبين اثنين: الأول، يتلخص في وضع قوانين عادلة منصفة للجميع مواكبة للعصر وتفي بالحاجة، أما الثاني، فيتلخّص في وضع آلية لمراقبة تطبيق هذه القوانين على جميع المواطنين، من حاكمين ومحكومين، دون تمييز. فالمواطن الذي يشعر أنه يعيش تحت مظلة قانون مفعّل يحميه ويحمي حقوقه ويستردّ له ما انتُزع منها، ولا يفرق بين شخص وآخر، ولا بين فئة وأخرى، وإلى جانب ذلك يجد أن خروجه على هذا القانون ليس فقط يحرمه من حمايته، وإنما يوجب عليه عقوبة الخروج عليه، لا شك أن هذا المواطن سيشعر أن من مصلحته الالتزام بالقانون، وسيكون هو الرقيب على نفسه في الالتزام به، وهل من رقابة على الإنسان أكثر نجاحاً وأقوى تأثيراً من أن يراقب الإنسان نفسه ؟!
       
وبعد، فإنه لا يشعر الإنسان بقيمة الصحة إلا عندما يفقد العافية، ولا يدرك الإنسان أهمية القانون والنظام إلا حينما تسود الفوضى، وعندما تسود الفوضى وتحكم شريعة الغاب لا يرحم القوي الضعيف، مثلما لا يرحم الذئب الحمل، ولذلك فقد رحم ( حمورابي ) شعبه من الفوضى وما يترتب عليها بشريعته التي وإن كانت ( بدائية ) إلا أنها كانت أسست لمجتمع يسوده قانون شامل متكامل ـ كما أسلفنا ـ فإذا استذكرنا في هذا السياق الحديث الشريف الذي يقول: ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) فإنه لمن الواجب علينا ـ بكل تأكيد ـ أن ندعو لـ ( حمورابي ) بالرحمة. رحم الله ( حمورابي )!
---------------------------
* لقراءة المقالة من ( الحدث ) يمكن الوصول إليها من خلال الرابط الآتي :
http://www.alhadath.ps/article/47232/%D8%B1%D8%AD%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-(-%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A-)-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%85

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

رثائيّات على ضريح " مجنون " !

جَاؤوا جَمِيْعاً عِنْدَ ساعَةِ دَفْنِهِ
والكُلُّ يُظْهِرُ حُزْنَهُ
وَيَلُوْمُ !
وَتَبَرَّعُوا بِدُمُوعِهِمْ ،
وَتَطَوَّعُوا بِشُعورِهِمْ ،
والبَعْضُ يَعْمَلُ فِي الحُكومَةِ ... فَجْأَةً ...
وَصَلَ المَقابِرَ مُرْغَماً .. وَيَدُعُّهُ مَرْسُوْمُ ..
والكُلُّ قَدْ
خَبِرَ الخَطابَةَ يَوْمَها ،
وَأَتى بِقَوْلٍ بَعْضُهُ مَفْهُوْمُ ..
فَكَبِيْرُ أَهْلِ الحَيِّ صَاحَ مُؤبِّناً :
كَمْ قَدْ هَرَبْنا مِنْكَ لَكِنَّا هُنا
جِئْنا جَمِيْعَاً مُعْلِنِيْنَ وَفاءَنا
وَالكُلُّ مِنَّا قَلْبُهُ مَكْلُوْمُ !
نَمْ هانِئاً..
يا أَيُّها المَرْحومُ !
وَقَفَ المُرَبِّيْ لِلْخَطابَةِ بَعْدَهُ ،
لِيَقُوْلَ كَمْ كُنَّا قُساةً عِنْدَما
كُنّا نُوَجِّهُ جَاهِلِيْنَ كَلامَنا ..
لَكِنَّنا
نَلْقاكَ فِيْ هذا المَقامِ بِرَحْمَةٍ
فارأَفْ بِنا
يا صَاحِ واغْفِرْ ذَنْبَنا ..
وَلْتَسْتَمِعْ ..
هذا ـ لأَجْلِكَ ـ شِعْرُنا المَنْظُوْمُ !
نَمْ هانِئاً ..
يا أَيُّها المَرْحومُ !
وَأَتى المَقامَ فَتىً وأَلْقى زَهْرةً ،
فَوْقَ الضَّريْحِ وَقَالَ بَعْدُ مُخاطِباً :
كَمْ قَدْ صَرَخْنا : هَا هُوَ " المَجْنونُ " !
والبَعْضُ يَسْخَرُ مِنْكَ أَوْ قَذَفَ الحَصى ..
فَاغْفِرْ لَنا ..
تُبْنا وَإِنّا فَوْقَ قَبْرِكَ نَنْحَني ..
وَنَقُوْمُ ..
وَنُرَتِّبُ الأَزْهارَ حُبَّاً ثُمَّ نَزْرَعُ قُرْبَها
شَجَراً عَلَيْهِ يُغَرِّدُ الحَسُّوْنُ !
نَمْ هانِئاً ..
يا أَيُّها المَرْحُوْمُ !
وَأَتَى خَطِيْبٌ بَعْدَهُ ..
يَبْدُوْ جَلِيَّاً أَنَّهُ مَغْمُوْمُ ..
قَالَ الخَطِيْبُ مُتَمْتِماً بِتَحَسُّرٍ :
كَانَتْ ثِيابُكَ رَثَّةً ..
يا صَاحِبِيْ ..
لا بَأْسَ قَدْ عَرَفَ الجَمِيْعُ قُصُوْرَهُ ..
هَا أَنْتَ بِالكَفَنِ الثَّمِيْنِ .. مُرَفَّهٌ ..
فَمَعَ الغَوالِيْ سِعْرُهُ مَرْقُوْمُ ..
فَمُبارَكٌ غالِي القِماشِ .. مُبارَكٌ ..
نَمْ هَانِئاً
يَا أَيُّها المَرْحُوْمُ !
إِذْ ذَاكَ شَيْخُ الحَيِّ صَاحَ مُخَاطِباً ،
بِتَوَدُّدٍ :
كَمْ جُعْتَ أَنْتَ صَدِيْقَنا ..
وَحَبِيْبَنا ..
وَمَشَيْتَ فِي أسْواقِنا مُتَضَوِّراً ..
والكُلُّ يَعْرِفُ أَنَّكَ المَأْزُوْمُ !
أَبْشِرْ .. فَإِنَّا سَوْفَ نَذْبَحُ عَنْزَةً ..
مُتَصَدِّقِيْنَ .. لِأَجْلِ رُوْحِكَ يا أَخِيْ ..
كَيْ يَأْكُلَ المَحْرُوْمُ !
نَمْ هانِئاً ..
يَا أَيُّها المَرْحُومُ !
وَأَضافَ آخَرُ قَائلاً :
يا وَيْحَنا !
كَمْ سِرْتَ بِالعَطَشِ الشَّدِيْدِ أَمَامَنا ..
وَلِغَيْرِ فَرْضِ الصَّوْمِ .. كُنْتَ تَصُوْمُ !
وَلِذا فَإِنّا عازِمُوْنَ .. بِجِدِّنا ..
أَنْ نَقْصِدَ التَّكْفِيْرَ عَنْ أَخْطائنا ..
وَلَسَوْفَ نَزْرَعُ وَرْدَةً قُرْبَ الضَّرِيْحِ بِيَوْمِنا
وَهُنا .. سَنَجْعَلُ قُرْبَها ..
ماءً يَصُبُّ بِبِرْكَةٍ ..
وَمُلَوَّنُ الأَسْمَاكِ فِيْهِ يَعُوْمُ !
فَانْعَمْ بِهِ ..
يَا أَيُّها المَرْحُوْمُ !
وَأَتَى مِنَ الإِعْلامِ صَاحِبُ نَبْرَةٍ
مَحْزُوْنَةٍ ..
وَالدَّمْعُ بَلَّلَ خَدَّهُ ..
أَلْقَى السَّلامَ .. وَقَالَ بَعْدَ تَرَدُّدٍ :
لَمْ نَلْتَفِتْ يَوْماً إِلَيْكَ بِوَعْيِنا ..
وَلَكَمْ أَشَحْنا الوَجْهَ عَنْكَ لِجَهْلِنا ..
لَمْ يَرْتَفِعْ بِأَثِيْرِنا ..
لَمْ يَنْطَبِعْ بِمِدَادِنا ..
فِيْ أَيِّ يَوْمٍ صَوْتُكَ المَكْتُوْمُ !
لَكِنَّنا جِئْنا نُكَفِّرُ هَاهُنا ..
عَنْ ذَنْبِنا ..
وَنَتُوْبُ ..
وَالشَّعْبُ قَدْ سَمِعَ الحِكايَةَ كُلَّها ..
واليَوْمَ أَمْرُكَ كُلُّهُ مَعْلُوْمُ !
فَاسْعَدْ بِقَبْرِكَ أَيُّها المَرْحُوْمُ !