مؤانسة مع صديقي المبدع
****
حوار مع الشاعرالفلسطيني / محمد شريم
----
حاوره الأستاذ محمد صفر التونسي
**********************************
س1 : في كلمة ، كيف يقدم السيد محمد نفسه للقراء
وللأصدقاء ؟
ج 1 : ولدت في أرض البرتقال الحزين ، في فلسطين ، لأبوين
من لاجئي نكبة الوطن السليب ، فدرست في مدرسة عشق الوطن الذي يراود حلمي ليل نهار ،
كسائر أبناء جيلي الذين عايشوا السنوات العجاف التي يمر بها وطنهم في هذا الصيف العربي
الذي امتد لأكثر من ستين عاماً . أما عن الدراسة النظامية ، فقد درست في مدارس مدينة
بيت لحم ، مهد المسيح عليه السلام ، ثم درست لمدة عامين في مركز لتدريب المعلمين برام
الله ، التحقت بعد ذلك بجامعة بيت لحم ، لأتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية
وآدابها ، ودبلوم في التربية ، وذلك عام 1988م .وأنا الآن أعمل في التعليم ، مدرس مادة
اللغة العربية
----
س 2 : لو تحدّثنا عن واقع وآفاق المنظومة التربوية
والتعليمية قي ظل الاحتلال الصهيوني ؟
ج 2 : لقد تسلل الاحتلال إلى مفاصل هذه العملية التعليمية
ليفرغها من مضمونها ، وكانت وطأة الخطورة تتجلى بشكل جليّ في محاولته السيطرة على المناهج
ليخرج من خلالها جيلاً جاهلاً بماضيه ، يائساً من مستقبله .فغيّر وبدّل ، وقطّع ووصّل
، وخاصة في المباحث التي لها علاقة بالبعد الإنساني ، للإنسان العربي وللإنسان المسلم
، وذلك كجزء من معركته السياسي ، بل من صراعه معنا .
----
س 3 : هل الاتفاق حاصل حول تاريخ الدولة الفلسطينية
بين الأحزاب والفصائل الفلسطينية الذي يعطى للطلاب في المناهج الدراسية أم هناك تجاذب
حول الزعامات وما إلى ذلك
ج 3 : هنالك توافق إلى حد كبير ، وخاصة أننا ما زلنا في مرحلة
التحرر الوطني ، ولم نتجاوز سياقها بعد .
----
س 4 : إلى أي مدى استطاع الطرح الفلسطيني للأرض
والتاريخ أن يجد صدى في قناعة الشباب الإسرائيلي . بمعنى آخر ما نسبة مؤيديكم من بين
الشعب اليهودي المقيم تحت مظلة الكيان الصهيوني ؟
ج 4 : أما بالنسبة لـ ( الدولة ) فهي ما زالت فكرة في الأذهان
، ومشاعر في النفوس ، أكثر من أن تكون تجسيداً عملياً على أرض الواقع . فالاحتلال هو
الاحتلال ، والشتات هو الشتات ، وكل شيء ما زال مسلوباً ، سوى الإرادة ، والإيمان بالحق
وعدالة القضية .
----
س 5 : إلى أي مدى استطاع الطرح الفلسطيني للأرض
والتاريخ أن يجد صدى في قناعة الشباب الإسرائيلي . بمعنى آخر ما نسبة مؤيديكم من بين
الشعب اليهودي المقيم تحت مظلة الكيان الصهيوني ؟
ج 5 : أما ما يتعلق بسؤالك الأخير ، فإنني أعتقد أن التأثير
هامشي ، وهذا ما تعكسه نتائج الانتخابات الأخيرة في إسرائيل ، ففي نهاية المطاف اليمين
الصهيوني هو الذي شكل الحكومة .ولعل ذلك يذكرني بقول الشاعر : وما نيل المطالب بالتمني
= ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .إنه لن يكون تأثير يذكر ما دمنا ضعفاء .
----
س 6 : ما هي تطوّرات قضية اغتيال أبو عمار ؟
ج 6 : مازالت الكرة في ملعب المختبر المكلف بالفحص حسب علمي .
----
س 7 : هل هناك إحساس بنخوة الانتصار بالإعلان
عن دولة فلسطين عضوة بالمنتظم الأممي أم التوجّس وعدم الاطمئنان هو الغالب ؟
ج 7 : لقد قابله البعض بشيء من الارتياح ، وآخرون بشيء من
البرود باعتباره قراراً كسائر القرارات التي لا تجد تجسيداً لها على أرض الواقع .
----
س 8 : ما صدى الوصية التي كان بشّر بها أبو عمار
والتي اشتهر بها : الأولى التي قالها على منبر الأمم المتحدة حين قال " لا تسقطوا
الغصن الأخضر من يدي " والقولة الثانية وهي أمنية ووصية لشعبة بقوله " سنصلي
جميعا في القدس " . حسب رأيك إلى أي مدى مازالت هذه الأقوال تشكل كلمة المرور
إلى التحرر الفعلي وهل فعلا لكم قناعة يقينية بأن الكيان الصهيوني سيترك لكم القدس
والحال أن سياسة الاستيطان في صعود بلا هوادة ؟
ج 8 : ما زالت وصية (أبو عمار ) في الكثيرين الذين آمنوا
بها ، كما آمن هو بها ، وظني أنه مات دفاعاً عنها ، فقد مات الرجل ولم يسقط أيّاً من
الخيارين من يده ، وفق اعتقادي .
----
س 10 : وهل فعلا لكم قناعة يقينية بأن الكيان
الصهيوني سيترك لكم القدس والحال أن سياسة الاستيطان في صعود بلا هوادة ... أو كيف
سوف يكون الحل أمام تشبثكم بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وإمعان إسرائيل في سياسة
الاستيطان والتوسع وطمس معالم القدس العربية والإسلامية
ج 10 : بداية ، لا أتفق معك أخي محمد بقولك ( سيترك لكم
) أي بصيغة المخاطب ، والصواب أن نقول : (سيترك لنا القدس ) فالقدس مدينة عربية إسلامية
، ولبست فلسطينية فقط . وظني أن القضية برمتها قد مشت القهقرى منذ أن أخذت تضيق من
كونها قضية إسلامية ، إلى اعتبارها قضية عربية ، ثم اعتبارها قضية فلسطينية قطرية عند
البعض ، وهذا غير صحيح ، فأنا رجل عروبي ، ولدي كامل الإيمان أنها قضية عربية ، إسلامية
جامعة ، فهذا منطق التاريخ والجغرافيا ومنطق الفهم السليم للأمور . ورداً على مضمون
السؤال ومحتواه ، فإنني لا أعتقد أن سياسة الاستجداء وحدها تحرر لنا القدس ، فقضية
القدس تحتاج إلى الكثير من الجد والجهد .
تعليقي : أخ محمد شريم في العادة لا أتحدث عن
القضية الفلسطينية إلاّ كونها قضيتنا جميعا ولكن والحال أني أتحاور مع ابن الدار والسؤال
حول شأن داخلي أنتم أدرى به . لذلك وجهت إليك الخطاب المباشر دون " نون الجماعة "
----
س 11 : سي محمد برأيك هل الربيع العربي قد خدم
القضية الفلسطينية أم أضرها . وكيف تقيمون الحركة الثورية التي يعيشها الراهن العربي
والإسلامي
ج 11 : أنا أرى أن البوعزبزي رحمه الله لم يخدم تونس بتلك
الشرارة العفوية التي أطلقها ، والتي انقلبت إلى ربيع عربي ، أكثر مما خدم فلسطين وقضيتها
، فالأنظمة التي اعتلت سدة الحكم في بلاد الربيع العربي ـ رغم ما يمكن أن يثار حولها
من وجهات نظر ـ تعلن جهاراً نهاراً أن فلسطين قضيتها السياسية المركزية ، وأنا أعتقد
أنها بالفعل أكثر قرباً من القضية الفلسطينية ، بمقدار ما كانت الأنظمة المخلوعة أكثر
بعداً عنها . فلا وجه للمقارنة مثلاً بين المرزوقي وبن علي في هذا الشأن .
----
س 12 : هل يمكن أن أفهم أن الربيع العربي هو
الضامن لخريطة الطريق الصحيحة لتحرير البلاد العربية من ربقة العدو الصهيوني وسيكس
- بيكو الجديد
ج 12 : أتمنى ذلك ، ولكن يشترط لذلك وفق اعتقادي أن تعطى
المؤسسات المنتخبة فرصتها ، وهذا حقها . ولكنني أخشى على الثورة من نفسها أكثر مما
أخشى عليها من خصومها . أما ما يتعلق بسيكس ـ بيكو ، فإنني أقترح قبل أن نقاوم صورته
الجديدة ، أن نعمل على مقاومة فكرته القديمة التي أخشى أن تكون قد تأصلت في العقل الباطن
لدى بعض الثوار أنفسهم . أذكر هنا أن الرئيس المرزوقي الذي أنظر إليه باحترام ـ حتى
قبل الربيع العربي باعتبار أنه رجل عروبي القلب والقالب ـ قد أثار فكرة الوحدة العربية
الإخوة في ليبيا بعد مدة وجيزة من توليه منصبه ، لكن ردهم اتصف آنذاك كما أذكر بالمجاملة
والفتور . إنني لأتساءل إن كانت الثورات ثورات شعوب ـ ونظنّها كذلك ـ فما معنى المحافظة
على مثل هذه الحدود التي رسمها المستعمر بالمسطرة؟ إنني لا أعني بذلك الدعوة إلى إحراق
المراحل ، ولكنني أدعو إلى أن يكون تحقيق الوحدة هدفاً مركزياً يتم العمل لتحقيقه بخطوات
متسارعة وعلى أسس مدروسة .إننا الأمة الوحيدة على سطح الأرض التي قسمت أراضيها إلى
اثنين وعشرين قطراً . أليس في ذلك الكثير من العار والشنار؟!
----
س 13 : العدوّ لا بدّ له من سياسة فرق تسد
... وما لم يستطعه قبْلاً بالسلاح ها هو يقدر عليه بتأجيج الفتن بين الأشقاء وبين الإخوة
في نفس الدار ولعل الشعب الفلسطيني قد عرف نوعا من التجاذب بين فصائلة . من هذا المنطلق
كيف تقرأ خارطة التجاذب بين الإخوة والأشقاء اعتبارا للطائفيات والمذهبيات ؟
ج 13 : العدو كما تفضلت سياسته _ منذ أن كان ـ سياسة فرق
تسد ، فلذلك يلجأ إلى إثارة النعرة بين الطوائف والمذاهب والأديان ، وهذه جميعاً يمكن
أن تكون عوامل اجتماع لا عوامل فرقة إن أحسنّا الاختيار . فالأديان السماوية من مشكاة
واحدة ، والطوائف الإسلامية مصدرها واحد ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله ، ففيم الخلاف
؟ إذا كان وجه الخلاف يتعلق بهذا الرأي الفقهي أو ذاك ، ففي هذه الحالة يمكن للمستعمر
إذا أراد أن يوجد نقاطاً مثيرة للفتنة حتى بين أبناء الطائفة الواحدة .
----
س 14 : ما هي حكمتك في الحياة وما صداها في تجربتك
الحياتية ؟
ج 14 : قول الشاعر : ( والنفس راغبة إذا رغّبتها = وإذا تردّ
إلى قليل تقنع ) ولذلك أشعر بالقناعة بالقليل ، وهذا بالطبع لا يتناقض مع الطموح الشخصي
الذي من الطبيعي أن يتوفر لدى كل إنسان ، في مجال اهتمامه .
----
س 15 : ما هي المبادئ والقيم التي تؤمن بها وتسعى
إلى تحقيقها فكرا وعملا ؟
ج 15 : أخي محمد صفر ، تشاركني الرأي أن العطاش يحلمون بانهمار
المطر . وأنا كمواطن عربي ، منذ زمان لم أتفيّأ ظلال الحرية ، ولم أنعم بسبل الديمقراطية
، ولم أنل حقي كإنسان يعيش على هذا الكوكب ، وكل ذلك هو المطر الذي نحلم جميعاً بانهماره .
----
س 16 : سي محمد ألا تشاطرني أننا كنا قبل شرارة
الثورة أحرارا ولسنا بأحرار كما الطير مطلوق الجناحين ضمن حدود القفص ... أو ليس حالكم
بالقيد بأقل وطأة ممن يحس بحريته وهو محض وهم بالحرية وليس للحرية إلاّ من قبيل حرية
الطير داخل القفص بينما أبناء الحجارة قد فعلوا ما لم يقدر عليه الطير إلاّ بسقوط عرش
صاحب القفص
ج 16 : هذا صحيح ، فأنتم تعيشون حياة رمادية ، من شاء منكم
اعتبرها بيضاء ، وهذا يعتقد أن لديه ما يخسره عند أية رفرفة في قفص الحرية للانطلاق
إلى الأفق البعيد ، ومن شاء منكم اعتبرها حياة سوداء لا يضيء ظلمتا إلا جذوة الثورة
، وهؤلاء هم الذين صنعوها حقاً ، في ربيعنا العربي . أما نحن ، فإننا في سجن حقيقي
، وسؤالك يذكرني بالمقولة التي تقول بأن السجين هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يفعل
ما يريد لأنه ليس لديه ما يخسره .
----
س 17 : صحيح . وهنا أسألك وحرفك يعيش الحياة
سطر المعاناة في قلب باحة الضاد . برأيك ألا ترى الصبح بأرض العمالقة قريبا ؟.
ج 17 : حتى نرى الصبح على الأرض ، لا بد من أن
نرى الصبح يتنفس في نفوسنا أولاً . ومع أن رسالتي تضطرني ـ كشاعر ـ أن أكون متفائلاً
، إلا أنني ، وعندما ألتفت من حولي لأرى ما أرى في وطني الكبير من محيطه إلى خليجه
، فإنني أشعر بأنني أقل تفاؤلاً بحدوث تغيير حقيقي ، مع أنني أصبحت أكثر ثقة بقدرة
هذا الوطن على التغيير.
----
س 18 : ما هو الكتاب الذي تلبّس بحياتك حتى بات
لك نبراسا تستهدي به ؟
ج 18 : القرآن الكريم . ولكني أحب حكمة المتنبي ، الذي أعدّه
أستاذي في الشعر ، وأحبّ فلسفة المعري الذي أخشى على قبره مما يدور في سورية الحبيبة
الآن .
----
س 19 : إذا كان الله واحد ومصدر الأديان واحد
فلماذا الفرقة والفتنة والتجاذبات هي التي تحكم العلاقات بين الإخوة في الله والوطن
؟
ج 19 : الله يجمع الناس ، والوطن أيضاً ، ولكن الذي يفرق
الناس هو مصالح الزعماء ، زعماء الطوائف ـ أو ملوك الطوائف إن شئت ، الذين عدوا مصالح
الأمة ـ كما يقول المعري ـ وهم أجراؤها .
----
س 20 : سيد محمد لو تحدثنا عن دور المرأة الفلسطينية
في الحراك الاجتماعي وخارطة المقاومة ؟
ج 20 : المرأة نصف المجتمع ، أو تزيد . وهي الأم ، والأخت
، والزوجة ، والبنت ، لكل رجل ، وهي كذلك أيضاً لكل مناضل ، وبالتالي لها ما لها من
تأثير على الرجل العادي ، وعلى المقاوم . هذا إذا نحى حديثنا المنحى الذكوري في وصف
الواقع .أما إذا وصفنا الأمور من زاوية حيادية ، فإن المرأة في المجتمع الفلسطيني شريكة
للرجل في كل شيء ، ابتداء من رعاية الأسرة ، إلى ميادين العمل ، وانتهاء بساحات النضال .
----
س 21 : مادام كذا نظرتك للمرأة فكيف تقرأ مقولة
" وراء كل رجل – عظم أو صغر – امرأة ؟ وإلى أي مدى يصحّ هذا القول مع السيد محمد
شريم ؟
ج 21 : إن ذلك ينطبق على شخصي المتواضع إلى حد كبير .
----
س 22 : ما مفهومك للوطنية بأرض الشرف والفداء
في ظل الخارطة الاجتماعية والسياسية الفلسطينية تحت نير الكيان الصهيوني ؟
ج 22 : القابض على مبادئه الوطنية الحقّة والأصيلة في هذه
الأيام كالقابض على الجمر . ليس فقط في فلسطين ، بل في الوطن الكبير كله .
----
س 23 : الربيع العربي ربيع الإسلاميين بآمتياز
: كيف يفهم السيد محمد شريم صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم وتراجع الطروحات اليسارية
والعلمانية ؟؟
ج 23 : أوافق أن الربيع العربي ربيع الإسلاميين بامتياز كما
تفضلت ، ولعلّ ذلك يعود إلى تجذّر الفكر الإسلامي في المجتمع العربي من جهة ، ولأنّ
الإسلاميين هم البديل المتبقّي للمواطن العربي بعد أن فشلت ( أو أفشلت ) الخيارات الأخرى
من يسارية وعلمانية . وأنا كمواطن عربي ، أعتبر أن من حق الإسلاميين ـ وقد أتى بهم
صندوق الانتخاب ـ أن يأخذوا فرصتهم كاملة ، حتى يمكن محاسبتهم .
----
س 24 : وكما قال بعضهم " ماذا لو أتت النار
على الأخضر واليابس قبل أن يأتي يوم الحكم والمحاسبة ؟
ج 24 : أراهن على حكمة الوطنيين من أبناء الأمة مهما كانت
توجهاتهم السياسية ، وبحكمة العقلاء تخمد النار قبل اشتعالها .
----
س 25 : ما هو رأي السيد محمد في ظاهرة الحب والصداقة
والزواج عبر شبكة التواصل الاجتماعي؟؟؟
ج 25 : شبكة التواصل الاجتماعي وسيلة متطورة للتواصل ، وقد
كان كثير من الناس يستعينون بطرف ثالث في مجتمعنا لترتيب مثل هذه الأمور ، ولقد يسّرت
التكنووجيا هذا الأمر ليتمّ التواصل بين الطرفين المعنيين بشكل مباشر ، وأنا لا أرى
بذلك بأساً إذا لم يشبه ويفسده ما يتنافى مع الدين والقيم والأخلاق .
----
س 26 : كيف تفسّر ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب
بالوطن العربي بشكل عام وماهي نسبته التقريبية بالمجتمع الفلسطيني ؟
ج 26 : لعلّ ذلك يعود إلى عوامل عدّة ، من أهمها العامل الاقتصادي
، ولربما أسهمت بعض العادات الاجتماعية ، وبعض الأحوال السياسية في زيادة هذه الظاهرة
، المهمّ أنها موجودة على أية حال ، ولقد طرحت مبادرات عدة في بعض البلدان العربية
للتخفيف من وطأتها ، مثل الأعراس الجماعية ، وتحديد المهور ، وغير ذلك من المبادرات
، لكن الظاهرة بقيت موجودة ، وهي لا تختص بالمجتمع العربي وحده ، فهي موجودة في المجتمعات
الأخرى بهذه النسبة أو تلك . أما عن نسبتها في المجتمع الفلسطيني فلا علم لي على وجه
التحديد ، ولكن العوامل المسبة لهذه الظاهرة موجودة بقوّة .
----
س 27 : لقد تفشت بأقطار الربيع العربي بصفة لافتة
ظاهرة الاغتصاب وخاصة بالقاصرات . ما رأيك في هذا الشذوذ خاصة إذا علمت أن مرتكبيه
يجدون من يبرر لهم شذوذهم ضمن مبررات يقتضيها الحال تحت مسميات تندرج ضمن الحيل الشرعية
والشرع منها براء ؟
ج 27 : الجريمة هي الجريمة ، والمبرر مهما عظم لا يجعل الجرم
مشروعاً ، ولا الحرام حلالاً . ولقد أحسنت بوصفك بعض المبررات التي قد تساق في مثل
هذه المواقف بـ (الحيل ) ، والحيلة مراوغة وخداع ، وهي لا تغني من الحقّ شيئاً . ولذلك
نرجو أن تستقرّ الأوضاع الأمنية في بلدان الربيع العربي ، حتى لا ينقلب إلى خريف تتساقط
فيه أوراق شجرة الأمان التي عاش في ظلها المواطن العربي ، حتى فير ظل البؤس الذي عايشه
في ظل الأنظمة المخلوعة . أخي أ. محمد سنتواصل لاحقاً . أعذرني . تحياتي .
----
س 28 : ماذا عن اسهاماتك في النشاط الجمعياتي
وهياكل المجتمع المدني ؟
ج 28 : لقد كان لي شرف محاولة الإسهام في خدمة المجتمع الفلسطيني
من خلال الكثير من المؤسسات الوطنية ، على مدى سنوات ، منذ ما يزيد على الثلاثة عقود
. وهي مؤسسات اجتماعية وثقافية مختلفة ، ابتداء من عضوية مجلس طلبة مركز تدريب المعلمين
برام الله عام 1980، وهو المركز الذي التحقت به قبل الدراسة الجامعية ، مروراً بعضوية
دائرة الكتاب في الملتقى الفكري العربي في القدس ، قبل تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين
الذي شرفت بعضويته في مراحل تأسيسه المختلفة ، وكذلك الإسهام الذي أفخر به في تأسيس
عدد من المؤسسات الثقافية مثل : منتدى القلم في محافظة بيت لحم ، والمنتدى الثقافي
الإبداعي في المحافظة الذي كنت أمين سره لسنوات ، ومركز العودة الثقافي الذي أسسته
مع بعض المثقفين وشرّفوني برئاسته وذلك عام 1996، ثم المشاركة في تأسيس المركز الثقافي
البلدي لمدينة الدوحة ، عام 2005م ، حيث شغلت مهمة نائب رئيس المركز . وهنالك مؤسسات
أخرى لا يسعفني المقام لذكرها في هذه العجالة .
----
س 29 : مسيرة حافلة بالنشاط والعطاء في ساحة
النضال الجمعياتي بدءا بالحقل الطالبي مرورا بالاجتماعي وكذا الثقافي لا سيما في الحقل
الإبداعي بالكلمة . فكيف بدأت مسيرتك مع القرطاس والقلم مذ كنت يافعا حتى استويت مبدعا
مشهودا لك بالشهرة ؟
ج 29 : حياك الله صديقي الكريم ، الأستاذ محمد صفر . بدأت
مسيرتي مع القرطاس والقلم منذ كنت في أواخر مرحلة الدراسة الابتدائية ، أي منذ كنت
في سن الثانية عشرة من العمر تقريباً ، حيث بدأت خطواتي الأولى في هذا المجال ، أسير
خطوة وأتعثر في أخرى ، في محاولاتي لإنجاز الكتابة الأدبية من نثر وشعر ، حتى وقفت
على قدمي ، واشتدّ ساعدي وأصاب سهمي الهدف ،بامتلاكي أدواتي الفنية واللغوية التي تساعدني
على التعبير عن نفسي ، وذلك في سنوات دراستي الثانوية . وما أن بلغت الثامنة عشرة من
العمر حتى نشرت أولى قصائدي في جريدة ( الفجر ) المقدسية ، والتي كان يحرر القسم الأدبي
فيها الشاعر الكبير علي الخليلي ، الذي أحتفظ له بالتقدير والاحترام .وعند ذلك وضعت
قدمي على أولى درجات السلم ، وتواصلت مع القراءة والكتابة ، فنشرت في مختلف الصحف والمجلات
الفلسطينية ، وشاركت في التجمعات والمؤسسات الثقافية ، وفي الكثير من اللقاءات والمهرجانات
الثقافية في أنحاء فلسطين .ذلك إذا أردنا الاختصار ، ولكن التفصيل في هذا الأمر يطول .
----
س 30 : ماهي الرسالة التي كنت حريصا على ابلاغك
إلى القراء من خلال الكلمة والحرف ؟
ج 30 : نحن شعب يعيش في ظل احتلال غاشم ، جاءنا أناس غرباء
في غفلة من العدل ، فسلبوا أرضنا ، وشتتوا شعبنا ، وحاولوا طمس هويتنا . فكان لا بد
للشاعر ، أي شاعر من شعراء هذا الشعب ، أن يحمل رسالة الدفاع عن قضية شعبه ، وكان عليه
كشاعر أن يشرك معه أبناء شعبه بحمل هذه الرسالة كل في مجال العطاء الذي يناسبه . وأنا
كشاعر لم أخرج عن هذا الإطار ، فقصدت من خلال قصائدي أن أبث لدى أبناء شعبي روح الإصرار
على الحقّ ، والأمل بحتمية الانتصار ، من خلال التضحية والفداء .
----
س 31 : وماذا عن المرأة والطفولة والقضايا الاجتماعية
والتربوية وتفاصيل الحياة اليومية ؟
ج 31 : كشاعر ، فإنني وكما أشرت في سؤالك السابق حامل رسالة
، والرسالة ، تحتاج إلى مستقبل كحاجتها إلى مرسلها ، وهو ما يجعل الشاعر يحرص على التواصل
مع المجتمع المحيط به ليس فقط باعتبار أنه إنسان مدني بالطبع كما يقول ابن خلدون ،
ولكن باعتباره حامل رسالة يحرص على إيصالها إلى أبناء مجتمعه ، وهو يعلم أن المجتمع
لن يثق بصدق الرسالة ما لم يثق بصدق مرسلها ، ولذا على الشاعر بناء جسور من الثقة بينه
وبين قرائه من خلال حسن التواصل وسلاسته مع كل المحيطين به .وبناء على ذلك فإنني ،
أحرص على التواصل مع الآخرين على قاعدة من الثقة والاحترام ، ويضمن ذلك احترام حرية
العقيدة والفكر الذي هو حق أصيل من حقوق الإنسان ، وما دمنا وصلنا إلى هذا المبدأ في
التعامل ، فإنك لن تفرق في تطبيق هذا المبدأ بين جنس وجنس ، وبين لون ولون ، ولا بين
دين ودين من حيث التعامل الإنساني .
----
س 32 : إلى أي مدى يمكن للكلمة - وأنت الخارج
من رحم المقاومة - أن تحقق ما لم تحققه البندقية في خارطة العمل الفدائي ؟
ج 32 : يذكرني سؤالك بقول القائل : (والشعر من زهر تلقاه
أو شرر = لا تحسبوا الشعر تقطيعاً وأوزانا ) ، وهذا يعني أن الكلمة تتجاوز إطارها اللفظي
، إلى مفهومها المعنوي ، ومن ثم إلى مجالها الفكري ، وبالتالي إلى ميدانها العملي
. ألا ترى أن الكلمة وعاء المعنى ، وأنك إذا أردت أن تعبئ إنساناً بالمفاهيم الوطنية
أو الفكرية أو الإنسانية أو الثورية ، مهما كانت هذه المفاهيم ، فإنك بحاجة إلى ذلك
الوعاء ، أي الكلمة ، المناسبة لحمل هذا المفهوم. ومن هنا حرّض الله _ جل شأنه ـ المؤمنين
في القرآن على القتال ، كيف كان ذلك ؟ بالكلمات في آيات محكمات. وبالكلمات أيضاً حرّض
طارق بن زياد الجند في خطبته المشهورة . وبكلمة الشعر أيضاً يحرّض الشاعر المقاوم على
المقاومة ، وبنبوءته ينير أمامه السبيل . ولذلك أطلق البعض على عدد من الشعراء الفلسطينيين
لقب : (شعراء المقاومة ) والحق أن في قصر هذه التسمية على عمن الشعراء ظلم كبير ، فشعراء
فلسطين الملتزمون بقضية وطنهم جميعاً هم (شعراء المقاومة ) ، وأضيف إليهم كل من ناصر
المقاومة وآزرها من شعراء وطني الكبير .
----
س 33 : ما رأيك في من يرى أن القضية الفلسطينية
ظلّت حصان طروادة يركبها كل من رام الشهرة وما هو للحق يروم حتى إذا ما جدّ الجد تراه
ملتحفا رداء العمالة وناء بحرفه إلى ما وراء التخوم ؟
ج 33 : ليس في مجال الثقافة والأدب فقط ، بل في مجال السياسة
، وحتى الاقتصاد ، تجد من اتخذ من القضية الفلسطينية حصان طروادة ، وذلك على امتداد
الوطن العربي الكبير ، وهؤلاء المتاجرون موجودون أيضاً بين حملة الأقلام ، ولا أقول
بين الشعراء والأدباء ، فالشعراء منطلقهم المشاعر ، والأدباء منطلقهم ادب النفس والفكر
، ومن يتاجر بالقضية من حملة الأقلام ليسوا من هؤلاء ولا من هؤلاء .وأرى أن الشعب بحكمته
وحنكته ، قادر على تمييز الغث من السمين ، والتاريخ سيحكم على أصحاب الكلمة أيهم أحسن
عملاً .
----
س 34 : ألا ترى أن المجاهدين " بين ظفرين
" يتهافتون على القطر السوري بلا هوادة والعدو الصهيوني قاب خطوتين وكأنه بعيد
بعد الأرض عن السماء ؟ كيف تقرأ هذا المشهد اليوم ؟
ج 34 : في البداية نقول إننا مع المطالب العادلة للشعب السوري
، وهي مطالب محقة ، وفي نظري أنه ما كان على النظام أن يتأخر في تلبية هذه المطالب
حتى تكون ثورة أو أن يحلّ ربيع عربي ، وفي الوقت نفسه أرى أن من الحكمة أن ندع أسلوب
التغيير في سوريا لأبناء الشعب السوري ، مع أنني أدعو الله أن يوفقوا إلى السبيل الذي
تلبى فيه مطالبهم دون إراقة دماء . وبالنسبة لفلسطين ، فإنها ساحة جهاد ، وعلى أبناء
الأمة المخلصين أن يقدموا لها النصرة والعون بالمال والنفس ، وبالقول والفعل ، وبالسياسة
والمقاومة ، فهذا هو المحك الحقيقي الذي يكشف عن معادن حملة المبادئ والقيم وعن جوهرهم .
----
س 34 : سيد محمد ماذا عن منشوراتك واصداراتك
؟
ج 34 : صدرت لي ثلاثة دواوين شعرية : 1)ترانيم للزنابق الفلسطينية
، عن منشورات الرواد في القدس ، عام 1982م. 2) صدى الوطن ، عن دار الكاتب في القدس
، عام 1985م. 3) الوهج ، عن دار الماجد للطباعة والنشر ، في رام الله . ولي مساهمات
في كتب أخرى . كما نشرت كتاباتي في مختلف الصحف والمجلات الفلسطينية .
----
س 35 : وماذا عن تتويجاتك وتكريماتك ؟
ج 34 : أولاً يا أخي محمد أرى أن تكريمي الأعظم هو تلك العبارات
العفوية المعبرة التي تصدر عن أكثر الناس بساطة من أبناء شعبي ، والتي تشعرني أن رسالتي
إليهم قد وصلت . وعلى صعيد التكريم الرسمي فقد شرفتني الكثير من المؤسسات الثقافية
بالدروع وشهادات التقدير في مناسبات عديدة ، من بينها شهادة تقدير من اتحاد الكتاب
الفلسطينيين عام 1992م ، ودرع تقديري تسلمته من وزيرة الثقافة الفلسطينية السيدة سهام
البرغوثي عام 2011م ، في إطار تكريم عدد من المبدعين الفلسطينيين بتعاون بين الوزارة
و مركز المجدل للثقافة والفنون .
----
س 36 : ثمّت نعتٌ طالما دمّر دولا وشعوبا ناهيك
بالأفراد ألا وهو مصطلح " ارهابي " . فكيف يتراءى لك هذا النعت في محك السياسة
والمكيال الزئبقي العصيّ عن المسك ؟
ج 36 : لقد أصبح هذا المصطلح ( الإرهاب ) في هذه الأيام الحجة
التي ترفع بها قوى الاستعمار والاستكبار عصاها الغليظة على الشعوب الضعيفة وعلى كل
من يتجرّأ على معارضة سياساتها ، أو يتخلف عن السير في ركبها . في حين أن هذا المصطلح
، كما تعلم ، لا يوجد له تعريف متفق عليه حتى الآن . ولعلّ عدم وجود تعريف للإرهاب
هو ما يفسح المجال لهذه القوى لاستغلال هذا المصطلح أيّما استغلال ، ولهذا نراها غير
جادّة في البحث عن معنى متفق عليه على المستوى الدولي لهذا المصطلح . ومن هنا نراها
تعتبر أي رد فعل على جريمة محتل أو مستعمر إرهاباً ، في حين أن الكثير من الجرائم التي
ارتكبت في فلسطين والعراق وغيرهما بحق المدنيين لا توصف بالإرهاب .
----
س 37 : ألا ترى أن مصطلحات أخرى برّاقة آخذة
بالألباب - توازيه فتكا ودمارا - ترتكب بحقها مجازر وفتن وحروب وهي من باب " كلمة
حق يراد بها باطل " من قبيل " الحرية - الإخاء - المساواة " وغيرها
من المفاهيم ؟
ج 37 : لقد دعت الأديان والشرائع منذ القدم إلى هذه المبادئ
، الحرية والإخاء والمساواة ، وكان الاختلاف في كيفية تطبيق هذه المبادئ . أما اليوم
فقد أصبحت هذه المبادئ في الكثير من الأحيان تجارة موسمية حسب الزمان والمكان ، ومن
هنا كانت هذه المبادئ في نظر القوى الغربية واجبة التطبيق في كوبا ولكنها محلّ نظر
في فلسطين . على سبيل المثال .
----
س 38 : وماذا كانت المحصلة ؟
ج 38 : كانت المحصلة أن موازين العدل قد اختلت ، وإذا فقدت
البشرية ميزان العدل ، فإن الأمور ستنحو نحو أفق مجهول ، تترسخ فيه أكثر فأكثر أسس
شريعة الغاب .
----
س 39 : لو نعود للحديث عن شبكة التواصل الاجتماعي
. قرأت لك قصيدة عمودية تحت عنوان " حاكم عربي يلعن ( فيسبوك ) ويمدح نفسه
!" . لو تبيّن لنا ما ذنب الفيسبوك حتى يلعنه الحاكم ؟
ج 39 : لا ذنب له سوى أنه جمع نحو سبعين ألفاً ليطلقوا شرارة
الثورة في مصر ، كما أطلقها أخ لهم في تونس من قبل ، حين أشعل نفسه ، ليكون شعلة تضيء
سبيل الباحثين عن التغيير في هذا الظلام العربي الحالك .
----
س 40 : إذن هذا الاختراع صار العدو رقم 1 في
أجندا كل حاكم وسياسي . وماذا عن دوره في العلاقات العامة والخاصة والتثقيف والبحث
العلمي ؟
ج 40 : نعم هو كذلك ، العدو الأول لهؤلاء ، ألم يجمع (الفيسبوك)
في ساحات الثورة ما لم تستطع أحزاب المعارضة التقليدية جمعه على مدى سنوات ؟ ولكنه
في المقابل كان نعمة ، وأي نعمة على الباحثين عن التغيير ، وكذلك للباحثين عن العلم
، فقد قرّبهم وجمّع جهودهم ، وأوجد بينهم نوعاً من التكامل ، بأسرع وقت وبأقلّ التكاليف
. وكفاه فضلاً أن يكون تواصلنا الآن من خلاله ، أخي محمد صفر ، أنا وأنت ، ومثلنا الكثير
من أبناء الأمة الذين قرّب بينهم ، وأزال ما يفصلهم من الحواجز .
----
س 41 : سيد محمد هل مات فعلا السيد ناجي العلي
؟!!! أرى أنه لم يمت بدليل أن " حنظلة " مازال مدوّيا في باحات النزال فاعلا
فعله ما لم تقدر أن تسكته ترسانات العالم ؟ ما رأيك في ما ذهبت إليه ؟ وإلى أي مدى
يلعب الكاريكاتور دورا غير مقدور على منافسته في أكثر المجالات الفنية الأخرى
ج 41 : لم يمت ناجي العلي ، لأن فكره مازال موجوداً ، ولأن
فنه مازال يملأ العقول والقلوب ، ذلك لأنه يعبر عن الإنسان الفقير البسيط ، والمسحوق
تحت عجلات السياسة والسياسيين الذين عدوا مصالح الأمة وهم أجراؤها ، كما يقول أبو العلاء
المعري . وبالنسبة للكاريكاتير كفن ، فإن الواقع يشير بالفعل إلى أنه فن لا يبارى ،
ذلك أن الفنان يوصل من خلال رسمه البسيط ، والمحبب ، ما لا يستطيع أحياناً أن يوصله
مقال الكاتب في مقال طويل إلى الجماهير .
----
س 42 : ماذا لو أعرتك عينا لتنظر من خلالها إلى
الغد . كيف سيتراءى لك المشهد المستقبلي ؟؟
ج 42 : أنا بطبعي أنظر إلى المستقبل بتفاؤل وأمل ، وأعتبر
أن رسالة الشاعر تتطلّب بالضرورة أن ينظر إلى المستقبل بهذا المنظار ، لأن رسالته تعني
أن يغرس الثقة بالمستقبل في نفوس قرّائه ، فكيف يغرسها إذا كان فاقداً لها ؟ فإذا فقدها
فإن كل ما يقوله ، عن الرغبة في التغيير وعن الدعوة إليه ،يمسي نوعاً من العبث ، وبذلك
يفقد رسالته .
الشكر لك أستاذ محمد ...لقد كانت أسئلتك حكيمة
ودقيقة ، بالإضافة إلى إحاطتها بكافة جوانب الحياة . أشكرك جزيل الشكر ، وسنتواصل كأصدقاء
، إن شاء الله . / انتهى /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق