الأربعاء، 24 أغسطس 2016

الإشارة من جديد .

ما أسرع عجلة الزمن ! ها هي قد مرت خمسة وثلاثون عاماً منذ أن تهيّأت لي الظروف لكتابة مقالة شبه أسبوعية تحمل اسم ( إشارة ) خلال العامين 1981و1982 في جريدة ( الطليعة ) التي كانت تصدر في القدس آنذاك ، وقد كنت أطرح في هذه ( الإشارة ) وجهة نظر شاب في مقتبل العمر ـ إذ لم يتجاوز عمري آنذاك العشرين عاماً ـ في قضايا ثقافية في أغلب الأحيان ، وفي مسائل إجتماعية وغير ذلك من المجالات في أحيان أخرى . وكم كنت سعيداً في ذلك الحين بإيصال وجهة نظري إلى الناس من خلال هذه النافذة ، بل كنت أشعر أنني محظوظاً بهذه الفرصة ، التي لم تتح لغيري ، ذلك أن المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي لم تكن ظهرت إلى حيز الوجود ، والإنسان بشكل عام ، والمثقف بشكل خاص ، ميّال بطبعه إلى التعبير عما يجول بخاطره من الآراء والأفكار ، كيف لا ؟! أليس لهذا تقوم الهبات والثورات المطالبة بالديمقراطية وحرية التعبير ؟
وهأنذا بعد هذه المدة أيضا ، أجد في نفسي الميل للحديث عن بعض المسائل في المجال الثقافي بشكل رئيس ، وفي مجالات أخرى ، من خلال هذه النافذة الإلكترونية ، ما استطعت إلى ذلك سبيلا . صحيح أن الزمان غير الزمان ، والدهر قُلَّب ، كما يُقال ، ولكن فكر الإنسان كالنهر ، تتجدد مياهه باستمرار ولكن مجراه يبقى بنفس الاتجاه ، والاتجاه المقصود هنا هو خدمة المحيط الإنساني الذي ينتمي إليه هذا الإنسان .
وعلى الرغم من أن فرصاً أخرى قد سنحت لي ـ فيما بعد ـ لكتابة زاوية في أكثر من صحيفة ، وكان كل منها يحمل اسماً مختلفاً ، إلا أنني في هذه النافذة التي أنا بصدد استغلالها الآن ، للتواصل مع الأصدقاء ، قد اخترت أن أكتب ما أريد التعبير عنه من خلجات نفس ووجهات نظر ، قد أخطئ فيها وقد أصيب ، تحت اسم ( إشارة ) ، ولا أدري ما السبب ، أهو مطابقة هذا الاسم من حيث المعنى لواقع الحال في هذه الزاوية ، باعتبار أنها مقالة ( أشير ) فيها إلى موضوع من المواضيع أو قضية من القضايا ، أم أن السبب في إعادة الكتابة تحت هذا الاسم يذكرني بأول الغيث وحماس الشباب ؟ الحق أقول : لا أدري ، ولكني سأكتب ما أكتب تحت اسم ( إشارة ) .
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق