الخميس، 29 سبتمبر 2016

هل ( المكتبة الوطنية ) لا بواكي لها ؟!

[ كما نشرها موقع صحيفة ( الحدث ) الفلسطينية بتاريخ 29/9/2016 ]                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 إشارة : هل ( المكتبة الوطنية ) لا بواكي لها ؟!

                                                                           بقلم : محمد شريم

من الصعب أن تجد دولة في أيامنا هذه تقدّر الثقافة والعلوم حقّ قدرهما ، وتدرك ما للكتاب وسائر المنشورات المقروءة والمرئية والمسموعة من الأهمية ، ولا تعمل جاهدة على إنشاء مكتبة وطنية تكون مهمتها العمل على حفظ التراث الفكري الوطني لشعبها ، وذلك من خلال جمع وحفظ نُسَخ من جميع المطبوعات والمخطوطات والنتاجات الإبداعية والثقافية القديمة والمعاصرة التي أنجزها وينجزها أبناء هذا الشعب ـ سواء أكان ذلك داخل حدود الدولة أو خارجها ـ ويكون من مهمة هذه المكتبة أيضاً حفظ جميع ما يكتب وينتج عن الدولة في الخارج بمختلف اللغات ، كما يكون من ضمن هذه المهمة تطبيق نظام الإيداع القانوني للمصنفات ، والحدّ من فوضى النشر، وأخذ الدور المنوط بها في سبيل تطبيق قانون حق المؤلف .
       ولم يكن من باب الصدفة أن سبع عشرة دولة عربية على الأقل ـ كما أعلم ـ من بين اثنتين وعشرين دولة ـ على الرغم مما يمكن أن يقال في الأنظمة ـ قد حققت هذا الاستحقاق الثقافي الوطني ، فقامت كل منها بتأسيس مكتبة وطنية للقطر الذي تعمل على إدارته .
      ومن هنا ، فإنني أرى ، وترون معي ، أننا كشعب فلسطين أولى الناس بالحرص على تأسيس مكتبة وطنية فلسطينية لتقوم بمهامها التي توكل إليها بموجب القانون والأنظمة التي توضع لهذا الشأن ، ليس فقط لأننا نمتلك إرثاً ثقافياً وفكرياً يستحق الاحترام ، بل لأننا نواجه بفعل الصراع الذي يخوضه شعبنا منذ عشرات السنين من يعمل ـ بذكاء ـ على توظيف إرثنا الفكري والحضاري لخدمة أهدافه في هذا الصراع ، وأعني بذلك الحركة الصهيونية .
     ويكفي للدلالة على هذا الأمر ، أن نستذكر أعمال نهب المكتبات الفلسطينية الخاصة والعامة أثناء النكبة ، والتي طالت عشرات الآلاف من الكتب ، التي تعود ملكيتها لكتاب وأدباء وعائلات فلسطينية ومؤسسات ومساجد وكنائس، ومنها المكتبة الخاصة بالأديب الفلسطيني الكبير خليل السكاكيني ، ومكتبة عائلة النشاشيبي في القدس الشريف ، حيث يوجد كنز مؤلف من ثمانية آلاف كتاب في ( المكتبة الوطنية الإسرائيلية ) تحمل اسم " ممتلكات متروكة " أو عبارة " القيّم على أملاك الغائبين " .
    وقد تنبه بعض المثقفين الفلسطينيين لهذا الأمر ، وأعني تأسيس مكتبة وطنية فلسطينية ، وبناء على ذلك أصدر الرئيس ياسر عرفات ـ رحمه الله ـ في العام 1997 قراراً بإنشاء ( دار الكتب الوطنية الفلسطينية ) ، وَوَضَعَ حجر الأساس لها ـ كما علمت ـ في حي الرمال بمدينة غزة في 1/1/2000م ، ولكن يبدو أن ما تلا ذلك من الأحداث قد ألقى بظلاله على ديمومة العمل وتطور الفكرة .
     ومع ذلك ، لم تبق الفكرة بعيدة عن وجدان وطموح المثقف الفلسطيني ، فقد صرح وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو مؤخراً أن وزارة الثقافة قدمت مسودة قانون لإنشاء مكتبة وطنية فلسطينية ، وأن الإجراء القانوني مستمر في مجلس الوزراء ، وأن الوزارة قد بحثت مع مسؤولين أردنيين ومغاربة ضرورة دعمهم لهذا المشروع .
  إن الواجب الوطني ، والحس الثقافي ، يحتمان علينا أن نثمن كل توجه تم في الماضي ، أو يجري العمل بموجبه في الحاضر لإنجاز هذا الصرح الثقافي ليقوم بدوره المنتظر منه ، وإنني أعتبر هذه السطور جزءاً من التيار الثقافي العام  الداعم لجهود الذين يعملون  ضمن هذا التوجه ، ولكننا إلى جانب ذلك نتساءل عن السبب الذي يحول حتى الآن بيننا وبين أن نضع هذه الفكرة بالفعل موضع التنفيذ ، على الرغم من مرور اثنين وعشرين عاماً على تأسيس السلطة الفلسطينية ، تم خلالها بناء وإنشاء الكثير من المؤسسات ، حتى أعلنا ـ ونعلن ـ أننا قد أقمنا كافة المؤسسات اللازمة لتقوم الدولة من خلالها بأداء مهامها .
 إننا نتمنى على أصحاب القرار أن يكون حرصهم على إقامة مؤسسات الدولة غير مقتصر على مؤسسات المال والأعمال ومؤسسات تسيير الاحتياجات اليومية الملحّة فقط ، بل أن يشمل ذلك مؤسسات الثقافة أيضاً ، ومن أهمها المكتبة الوطنية التي ينتظرها مثقفونا ومبدعونا باعتبارها صرحاً مادياً يجسد الكيان الثقافي الفلسطيني .
     وبناء عليه ، فإن من غير الحكمة ـ إضافة إلى أنه من عدم الإنصاف ـ التراخي بشأن إنشاء ( المكتبة الوطنية ) والنظر إليها على أنها مؤسسة كمالية إذا أنشئت فذلك خير ، وإن لم تُنشأ فلا بواكي لها ! 

(جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة) في عَمّان .

يعرض حالياً كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) للشاعر محمد شريم  في ( معرض عمان الدولي للكتاب ) الذي افتتح يوم أمس الأربعاء 28/9/2016 ويستمر حتى يوم 11/10/2016 . ويمكن للمثقفين والمعنيين الحصول على نسخ من الكتاب من جناح ( مكتبة كل شيء ) حيفاـ فلسطين D2 .








 

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

في شارع البؤساء !


(1) 
فِيْ شَارِعِ البُؤَساءِ سِرْتُ لِساعَتَينْ
وَبِهِ رَأَيْتُ مِنَ الغَرابَةِ رَأْيَ عَينْ !
صَادَفْتُ عِنْدَ دُخُوْلِهِ
حَسْناءَ تَرْفُلُ بِالجَمالِ وَحِيْدَةً ،
خَاطَبْتُها
فَرَأَيْتُ عَيْنَيْها تَوَقَّدَتا احْمِراراً ـ فِي الصَّباحِ ـ كَجَمْرَتَينْ
قالَتْ : ظُلِمْتُ بِفِرْيَةٍ 
مِنْ جَاهِلٍ
كَذِباً .. وَمَينْ !
وَمَضَتْ تُغالِبُ دَمْعَتَينْ ! 
(2)
وَلَقِيْتُ بَعْدَ ذِهابِها
أُمّاً تَسِيْرُ مَعَ ابْنَتَيْنِ صَغِيْرَتَينْ ،
في الكَفِّ تَحْمِلُ وَرْدَتَينْ ..
وَعَلى مُحَيَّاها تَهَلُّلُ مَنْ تَهَيَّأَ لِلِّقاءْ ..
وَسَمِعْتُها لَهُما تَقُوْلُ بِلَهْفَةٍ :
سَنَكُوْنُ عِنْدَ القَبْرِ بَعْدَ دَقِيْقَتَينْ !
وَمَضَتْ تُغالِبُ دَمْعَتَينْ !
(3)
وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذِهابِها
رَجُلاً عَلَيْهِ مِنَ المَهابَةِ مسْحَةٌ
لكِنَّ بَدْلَتَهُ الأَنِيْقَةَ سَتَّرَتْ
فِي صَدْرِهِ
هَمَّاً تَضَرَّمَ كَاللَّهِيْبِ لِذُلِّ دَينْ !
وَمَضى يُغالِبُ دَمْعَتَينْ !
(4)
وَلَقِيْتُ بَعْدَ ذِهابِهِ ،
بَعْدَ المَسِيْرِ بِخطوَتَينْ ..
شَيْخاً يَقُوْدُ حِصانَهُ مُتَوَكِّئاً..
وَعَلى حِصانِ الشَّيْخِ حِمْلٌ مِن حَطَبْ ،
لِيَبِيْعَهُ 
لِذَوي القُصُوْرِ بِدِرْهَمٍ أَوْ دِرْهَمَين ..
يَمْشِي الحِصانُ بِبُطْئهِ ..
فَالسَّاقُ أَضْعَفَها العَطَبْ
وَالجِسْمُ أَهْزَلَهُ السَّغَبْ
والخَيْلُ تُدْرِكُهُ وَتَسْبِقُهُ بِعِزِّ نَشاطِها ..
حَتَّى الحَمِيرْ ..
فَشَكَى الحِصانُ بِنَظْرَةٍ أَوْ نَظْرَتَينْ 
فَأَجَابَ صَاحِبُهُ : فَهِمْتُكَ إِنَّ في
قَلْبِيْ لِأَجْلِيْ حَسْرَةً ،
وَحَمَلْتُ فِيْ قَلْبي لِأَجْلِكَ ـ يا صَدِيْقي ـ حَسْرَتَينْ !
(5)
وَوَجَدْتُ بَعْدَ ذِهابِهِ
أَعْمى تَزَحْلَقَ سَاقِطاً أَرْضاً بِقِشْرَةِ مَوْزَةٍ ،
مَفْقُوْءَةٌ عَيْناهُ مِنْ زَمَنٍ وَلَيْسَ بِوُسْعِهِ
أَنْ يَغْسِلَ القَلْبَ الحَزِيْنَ بِدَمْعَةٍ
حَرَّى تُواسِي الوَجْنَتَينْ 
فَرَفَعْتُهُ
وَمَضى يَقُوْلُ لِنَفْسِهِ :
لَوْ أَسْتَطِيْعُ بُكاءَ نَفْسِيَ مَرَّةً ..
كالآخَرِيْنَ بِدَمْعَةٍ
أَوْ دَمْعَتَينْ !
(6)
ولِشارِعِ السُّعَداءِ قَرَّرْتُ الدُّخُوْلَ بِلَهْفَةٍ ..
بَعْدَ التَّرَدُّدِ مَرَّتَينْ !
كانَتْ فَوانِيْسُ الطَّرِيْقِ تَهَشَّمَتْ
فَوْقَ الرُّخامِ بِنَزْوَةٍ ..
بِحِجارَةِ السُّعَداءِ حِينَ تَنافَروا
لِيُمارِسُوا طَقْسَ الطُّفولَةِ عَابِثِينْ !
فَوَجَدْتُ شَارِعَهُمْ بَعِيْداً عَنْ ظِلاالِ العابِرينْ ..
لكِنَّني
شَاهَدْتُ قُطْعانَ الكِلابِ عَلى الطَّرِيقْ
فَخَلَعْتُ نَعْلِيْ .. لَيْسَ ثَمَّ حِجارة فَوقَ الرُّخامْ ..
وَقَذَفْتُها
بِالنَّعْلِ مُنْتَشِيَ اليَدَينْ ..
فَتَسَرَّبَتْ ..
لَمْ أَدْرِ أَينْ ..!
(7)
فَسَمِعْتُ بَعْدَ ذِهابِها
فِي الحالِ أَصْواتَ العُواءِ قَريْبَةً
وَرَأَيْتُ قُطْعانَ الذِّئاب تَسُدُّ مُنْعَطَفَ الطَّرِيقْ ..
وَبِنَعْلِيَ الثَّاني قَذَفْتُ جُمُوْعَها ..
وَرَمَيْتُها بِزُجاجَتَينْ !
وَرَجَعْتُ أَرْكُضُ حَافِياً
فَتَجَرَّحَتْ قَدَمايَ مِنْ قِطَعِ الزُّجاجِ عَلَى الرُّخامْ ..
وَالشَّمْسُ يَحْجُبُها الغَمامْ ..
وَلِشارِعِ البُؤساءِ عُدْتُ بِلَهْفَةٍ
وَأَنا أُغالِبُ دَمْعَتَينْ !
وَأَنا أُغالِبُ دَمْعَتَينْ !

محمد شريم

25/9/2016م


الصحافة الأدبية ، هل يعود بها الزمان ؟

[ كما نشرها موقع صحيفة ( الحدث ) الفلسطينية بتاريخ 22/9/2016 ]

 إشارة : الصحافة الأدبية هل يعود بها الزمان ؟


                                                                  بقلم : محمد شريم

      يلاحظ المتتبع للحركة الأدبية الفلسطينية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا مدى ارتباط الحركة الأدبية بالحركة الصحفية في فلسطين، ذلك أن الصحافة هي القناة التي تُنقل من خلالها إبداعات الأدباء إلى المتلقين والقراء، وهذا يعني أن ازدهار الحركة الصحفية، سيشجع بالتأكيد على ازدهار الإبداعات الأدبية، لأن هذه الإبداعات ستجد طريقها إلى القارئ وهذا ما يطمح إليه الأديب، لا بل إنك وأنت تتبع تاريخ هاتين الحركتين ستجد أن الكثير من الصحف، أو معظمها، رأت النور على يد أدباء لهم مكانتهم الأدبية واحترامهم، وبذلك توحّد إبداع الأديب وعطاء الصحفي في نفس السياق.
     أقول ذلك وأنا أستذكر التاريخ المشترك للصحافة والأدب، منذ أواخر العهد العثماني، وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين. فإن أولى الجرائد التي صدرت في فلسطين هي جريدة (القدس الشريف)، وكان ذلك عام 1876م باللغتين العربية والتركية، وقد رَأَسَ القسم العربي الأديب الشيخ علي الريماوي، وفي عام 1911م صدرت في يافا جريدة (فلسطين) التي استمرت في الصدور حتى العام 1967 ، وقد أصدرها آنذاك الكاتب داود العيسى، وساعده الكاتب يوسف العيسى، مروراً بجريدة (الدفاع) التي صدرت في يافا أيضاً عام 1934م وكانت ناطقة باسم (حزب الاستقلال)، ولكنها استقطبت عدداً من كبار الأدباء والشعراء العرب من بينهم خير الدين الزركلي من سوريا، والشاعران عبد الكريم الكرمي وإبراهيم طوقان من فلسطين. وبعد ذلك صدرت مجلة (الأفق الجديد) عام 1961م في القدس، وكان لها دور في تقديم بعض الأدباء والشعراء إلى القارئ الفلسطيني والعربي، منهم: يحيى يخلف، محمود شقير، صبحي الشحروري، ماجد أبو شرار، عز الدين المناصرة، أبو خالد البطراوي وغيرهم.
     أستذكر هذا التاريخ، بالكثير من الإجلال، دون أن أنسى الإشارة إلى ملاحظتي الخاصة، ومعايشتي الشخصية للحركة الأدبية وعلاقتها بالصحافة، منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن. حيث يمكنني أنْ أزعم ـ أو أشهد ـ أنَّ العلاقة بينهما كانت علاقة عضوية قائمة على مبدأ التأثر والتأثير.
      فعلى صعيد الصحف، فإن أبرز الصحف التي كانت تصدر في السبعينيات وحتى الثمانينيات كانت تلك التي تصدر في مدينة القدس، وهي: جريدة (القدس) وجريدة (الفجر) التي كان لها دور مميز في رعاية الحركة الأدبية، وذلك بجهود طيبة من الشاعر المرحوم علي الخليلي الذي كان يشرف على القسم الأدبي فيها، وجريدة (الشعب) بالإضافة إلى جريدة (الاتحاد) التي كانت تصدر في حيفا، والتي نشر فمن خلالها الكثير من الأدباء في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني نتاجاتهم، ومن هؤلاء الكاتب الكبير إميل حبيبي والشاعر الكبير سميح القاسم.
      أما على مستوى المجلات، فقد صدرت في القدس مجلة (البيادر)، ومجلة (الفجر الأدبي) والتي صدرت على شكل مطوية كملحق أدبي لجريدة (الفجر) سرعان ما تحولت إلى مجلة أدبية شاملة، ومجلة (الكاتب) التي كان يرأس تحريرها الشاعر أسعد الأسعد، وكان لكل من هذه المجلات كتابها، وكان من الكتاب والشعراء من ينشر نتاجه في جميع هذه المجلات. كما ظهرت واختفت بسرعة النيزك أو تكاد مجلات أخرى كانت أقل تأثيراً، مع احترامنا لما قدمته من إنجازات. وفي حيفا كانت تصدر مجلة (الجديد) التي استقطبت الكثير من الأقلام ومن أصحاب هذه الأقلام الكاتب المرحوم سلمان ناطور على سبيل المثال.
    إن الدارس لأعداد تلك الصحف والمجلات يرى كم كان لهذه الصحف والمجلات من مساهمة وتأثير في دعم الحركة الأدبية ونشر نتاجات الأدباء وأخبارهم، وذلك من خلال الأسماء التي مازال بعض أصحابها يأخذون مكانتهم باقتدار على الساحة الأدبية الفلسطينية، ولن أتجشم هنا العناء بذكر بعض الأسماء.
    غير أن الحال، وللأسف قد تبدل منذ أوائل هذا القرن، أي القرن الحادي والعشرين، فعلى الرغم من أن الصحف قد ازداد عدد صفحاتها، التي بدأت تتلألأ بألوان قوس قزح، إلا أن اهتمامها بالحركة الأدبية قد قل، واهتمام الأدباء وقراء الأدب بها في المقابل قد تضاءل، وذلك لأسباب متعددة ولا مجال لذكرها الآن. أما المجلات فظني أنها انقرضت أو أوشكت على الانقراض، وأن ما يصدر منها بين الفينة والفينة عن هذه المؤسسة أو تلك، فمع احترامنا لأهميتها ولجهود القائمين عليها، فإنها هي أقرب إلى الكتب الأكاديمية منها إلى المجلات التي تنقل نتاجات المبدعين وأخبارهم وآرائهم إلى جمهور المثقفين، وذلك من خلال استقطاب هؤلاء المبدعين ومحاورتهم ومساعدتهم على صقل مواهبهم وتطوير إبداعاتهم ونشرها.
    وبعد هذا، فإنه لا يسعني في هذه العجالة إلا أن أتساءل: ترى هل يعود ذلك الزمان الذي كان فيه للصحافة دورها في نشر الأدب والاهتمام بالمبدعين؟

السبت، 17 سبتمبر 2016

(3) في العيد !


فِي العِيْدِ سِرْتُ مُسَلِّما
مُتَفائلاً بِصَباحِهِ ..
مُتَبَسِّما ..
فَلَقِيْتُ بَعْضَ أَحِبَّتيْ
يَشْكُوْ الزَّمانَ بِحُرْقَةٍ
وَيَضِجُّ مِنْهُ بِزَفْرَةٍ
مُتَجَهِّما :
أُمٌّ عَلى قَبْرِ الشَّهِيدْ..
طِفْلٌ عَلى قَبْرٍ لِوالِدِهِ الفَقِيدْ !
شَيْخٌ يُوَدِّعُ عُمْرَهُ
وَيَعُدُّ سَاعاتٍ لَعَلَّ قِطارَها 
سَيَجِيْءُ بِالوَلَدِ الأَسِيرْ ..
رَجُلٌ تَمَرَّغَ فِي البَطَالَةِ وَهْوَ يَحْلُمُ أَنَّهُ
يَوْماً سَيُهْدِيْ أُمَّهُ
فِي العِيْدِ ثَوْباً قَدْ تَطَرَّزَ بِالحَرِيرْ ..
رَجُلٌ تَفَقَّدَ بَيْتَهُ المَنْسُوْفَ يَشْهَدُ رَدْمَهُ المُتَهَدِّما !
وَجَمِيْعُهُمْ 
بِالدَّمْعِ يَغْسِلُ قَلْبَهُ مُتَأَلِّما !
فَقَطَعْتُ حَبْلَ تَفَاؤُلي ،
وَمَسَحْتُ صُوْرَةَ بَسْمَتِيْ ..
وَنَظَرْتُ فِيْ نَفْسِيْ لِأَكْشِفَ سِرَّها ،
فَوَجَدْتُ تِمْثَالَ السَّعادَةِ سَاقِطاً ..
مُتَحَطِّما !!
محمد شريم
12/9/2016

الأحد، 11 سبتمبر 2016

من ألبوم الشاعر.


فيديو تم إعداده قبل عدة أسابيع ، ويتضمن بعض الصور من ألبوم الشاعر بمرافقة عزف منفرد على القانون ، وهو من إعداد أحمد شريم .

تهنئة بحلول عيد الأضحى المبارك .


نتقدم بالتهنئة الحارة إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم غد الإثنين 12/9/2016 ، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة .

(2) الجَريح .

تَعَالَى أَزِيْزُ الرَّصاصِ الرَّهِيبْ !
وَهَبَّ الدُّخانُ .. وَشَبَّ اللَّهِيبْ ..
قُبَيْلَ الغُرُوبْ ،
وَسَالَتْ مِنَ الجُرْحِ بَعْضُ الدِّماءْ 
وَلا كَأْسَ ماءْ ..
وَشَيْئاَ فَشَيْئاً ..
تَثَاقَلَ نَحْوَ الجِدارِ القَرِيبْ
وَأَسْنَدَ ـ مُسْتَرْخِياً ـ ظَهْرَهُ لِلْجِدارْ 
وَنَزْفاً فَنَزْفاً ..
تَخَافَتَ فِي الصَّدْرِ مِنْهُ الوَجِيبْ ..
تَخَضَّبَ بَعضُ التُّرابِ بِطِيبْ .. 
وَمَرَّ النَّسِيمْ
فَدَحْرَجَ أَوْراق فَصْلِ الخَرِيفْ
بِشَكْلٍ لَطِيفْ
وَرَدَّدَ قَلْبُ الجَرِيحِ الدُّعاءْ
وَكَانَتْ غُيُوْمٌ تَجُوْبُ السَّمَاءْ
وَأَطْبَقَ جَفْنَيْهِ وَجْهُ النَّهارْ
وَغَابَتْ مَعَ الأُفْقِ شَمْسُ المَغِيبْ !
محمد شريم
10/9/2016

الخميس، 8 سبتمبر 2016

الشاعر شريم يشارك في اجتماع المجلس الثقافي الاستشاري ببيت لحم

شارك الشاعر محمد شريم ، عضو المجلس الثقافي الاستشاري في محافظة بيت لحم في جلسة المجلس المنعقدة في مكتب وزارة الثقافة في مدينة بيت لحم بحضور مدير مكتب الوزارة الأستاذ زهير طميزة ورئيس المجلس الأستاذ عزيز العصا وذلك بتاريخ 5/9/2016 ، حيث تناول المجتمعون عدداً من القضايا الثقافية التي تخص المحافظة وعلى رأسها الإعداد لاحتفالية بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020 .

(1) في انتظار القطار!


جَلَسْتُ عَلى تَلَّةِ الرَّاحِلِينْ
طُوَالَ السِّنِينْ

وَأَرْنُو بَعِيْداً بِقَلْبٍ حَزِينْ
وَأَحْمِلُ غُصْناً
مِنَ اليَاسَمِينْ
لِأُهْدِيَهُ حِيْنَ يَأْتي القِطارْ
حَثِيْثاً .. حَثِيْثاً ..
تِجَاهَ الدِّيارْ
لِبَعْضٍ مِنَ الإِخْوَةِ العائِدينْ
وَلَكِنَّهُ جَاءَ بَعْدَ انْتِظارْ
بِريْحِ الدُّخانِ ، وَلَوْنِ الغُبارْ ،
يَجُوْزُ سَرِيْعاً تِجَاهَ القِفارْ
وَيُطْلِقُ صَافِرةً مِنْ أَنِينْ
بِوَقْتِ الأَصِيلْ ..
وَفِيْهِ تَجَرَّعَ كَأْسَ الرَّحِيلْ ،
رُكَامٌ جَديْدٌ مِنَ اللاجِئِينْ
رُكَامٌ جَدِيْدٌ
مِنَ اللاجِئِينْ !

محمد شريم
8/9/2016

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

مقابلة ( راديو الرابعة ) مع الشاعر محمد شريم




مقابلة إذاعة ( راديو الرابعة ) الفلسطينية مع الشاعر محمد شريم ، حيث يقرأ الشاعر بعض قصائده ، ويتحدث عن تجربته الشعرية ، ويقدم الناقد الدكتور خليل قطناني مداخلة نقدية حول قصائد الشاعر . أجرى المقابلة الإعلامي أشرف الحسيني ، ضمن برنامجه ( القوافي ). تاريخ المقابلة 19/1/2016م .

الخميس، 1 سبتمبر 2016

الشاعر شريم يقدم كتاب ( فلسطينيو 48) في حفل إشهار الكتاب .


الشاعر محمد شريم يقوم بتقديم  كتاب ( فلسطينيو 48 : اتفاق على الوطن ... اختلاف على التسميات ) للكاتب والناقد عزيز العصا ويقدم عرضاً مجملاً لمحتوى الكتاب في حفل إشهاره وذلك  في مؤسسة إبداع ـ الدهيشة بتاريخ 30/8/2016م.